المجادلات في المذهب

أضيف بتاريخ 11/16/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: المجادلات في المذهب
المؤلف: ابن أبي جمهور الأحسائي
عدد الصفحات: 471
 

ملخص كتاب: المجادلات في المذهب – ابن أبي جمهور الأحسائي

أولًا: طبيعة الكتاب

الكتاب هو توثيق لثلاث مناظرات عقدها ابن أبي جمهور الأحسائي في مدينة مشهد سنة 909 هـ مع عالم سنّي من هراة (يشار إليه في النص بـ "الفاضل الهروي").

المناظرات دارت حول قضايا كلامية وإمامية محورية، وتتسم بالحدة والمباشرة، إذ يصرّ ابن أبي جمهور على إلزام خصمه بالنصوص والبيّنات، ويرفض المراوغة أو الجدل البيزنطي.

الكتاب وصل بنصّين (روايتين):

  • الرواية الأولى: تقرير ابن أبي جمهور نفسه.

  • الرواية الثانية: إعداد شخص ثالث، تختلف قليلًا عن النص الأصلي.


ثانيًا: محاور المناظرات الثلاث

1. المجلس الأول

الموضوعان الرئيسيان:

  1. معرفة الله تعالى

    • يوضح ابن أبي جمهور أنّ معرفة الله واجبة بالعقل والشرع، وأن الجهل بالله لا يُعذر فيه أحد.

    • يطرح أدلة عقلية وحديثية على وجوب معرفة الله وأسمائه وصفاته.

  2. معرفة الإمام

    • يؤكّد أنّ معرفة إمام العصر فريضة لا تقل عن معرفة النبي.

    • يدفع باتجاه أنّ الإمامة أصل عقائدي، وليست فرعًا فقهيًا، وأن الجهل بها يؤدي إلى الضلال.

    • يعتمد على روايات مثل: "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية".

مسار المناظرة

يُظهر النص أنّ الفاضل الهروي اضطر إلى التسليم تدريجيًا أمام نصوص الإمام عليّ (ع)، لكنّه يناور أحيانًا بالتفسير، مما جعل ابن أبي جمهور يضيّق عليه بالدليل بعد الدليل.


2. المجلس الثاني

الموضوعان الرئيسيان:

  1. أحكام ولد الزنا

    • يناقش ابن أبي جمهور قولًا نُسب لبعض الفقهاء بأنّ ولد الزنا “لا حكم له”، ويُثبت ببرهان محكم أنّ هذا مخالف للكتاب والسنة والعقل.

    • يورد نصوصًا حول أنّ الإنسان يُحاسَب بعمله لا بنسبه، وأن الإسلام يساوي بين البشر.

  2. ثبوت النسب بالكتابة

    • يعترض على من يقول بأنّ النسب يثبت بمجرد “الكتابة” أو الوثيقة.

    • يثبت أنّ النسب لا يثبت إلا بالفراش أو البيّنة الشرعية.

أجواء المناظرة

يتبين من النص أن الفاضل الهروي تراجع عن بعض آرائه بعد إلزامه بالأدلة، وأن ابن أبي جمهور كان صريحًا في بيان التناقضات، مستخدمًا أسلوب “السبر والتقسيم”.


3. المجلس الثالث

الموضوعان الرئيسيان:

  1. معرفة الخلفاء الراشدين

    • يناقش الطرفان مفهوم “الخلافة الراشدة”، وهل هي تثبت بالبيعة أو بالنص.

    • يثبت ابن أبي جمهور أنّ خلافة عليّ (ع) نصّية وليست اجتهادية، ويردّ على دعوى أفضلية الشيخين.

    • يعتمد على أحاديث مثل:

      • حديث الغدير

      • حديث المنزلة

      • آية الولاية

    • ويثبت التناقض في المتون التي يعوّل عليها أهل السنة.

  2. الفرقة الناجية

    • يبحث: من هي الفرقة الناجية؟

    • ويثبت بالأحاديث أنّ النجاة مرتبطة باتباع أهل البيت (ع).

    • يستشهد بحديث: "مثل أهل بيتي كسفينة نوح".

طبيعة الحوار

النصّ يوضح أن الفاضل الهروي اعترف في النهاية بأن اتباع عليّ وأهل البيت هو الأقرب للحق، لكنه حاول التخفيف من وقع اعترافه بالقول إن ذلك “فضل”.


ثالثًا: القيمة العلمية للكتاب

  1. وثيقة حوارية تاريخية تُظهر مستوى الجدل الكلامي بين الإمامية والسنّة في القرن التاسع الهجري.

  2. من أهم المصادر التي تُبيّن منهج ابن أبي جمهور الذي يمزج بين:

    • العقل

    • النص

    • الإشراق

    • الذوق الصوفي

  3. يقدّم مادتين:

    • نصّ الجدل

    • وتقريرات المحقق الحديث التي تقارن بين الروايات المختلفة للرسالة.


رابعًا: أهم النتائج التي خلص إليها ابن أبي جمهور

  1. الإمامة أصل من أصول الدين، ومعرفتها فرض عين.

  2. الإمام يجب أن يكون منصوصًا عليه، لا مُختارًا.

  3. النصوص النبوية تدل على خلافة عليّ (ع) نصًا.

  4. الفرق الناجية هم أتباع أهل البيت، استنادًا إلى النصوص الصحيحة.

  5. بعض الآراء الفقهية لأهل السنة (مثل حكم ولد الزنا) مخالفة للنص والعقل.

  6. أن طرق المناظرة الصحيحة تعتمد على:

    • إبطال التناقض

    • الإلزام

    • السبر

    • النقل القطعي


خامسًا: خلاصة شاملة

الكتاب يمثل موسوعة جدلية صغيرة الحجم لكنها ثرية جدًا، وتكشف عن عقلية ابن أبي جمهور المتقدة، وقوة استدلاله، وقدرته على إدارة مناظرة حقيقية حتى حمل خصمه في النهاية على الاعتراف بجملة من الحقائق.

وهو من أهم المصادر الكلامية المباشرة التي تُظهر الإمامة في ساحة الجدل الواقعي، وليس في الكتب النظرية.


17502024-157205908574- 17502024-157205908574-