كتاب: كشف الظنون عن خيانة المأمون
المؤلف: السيد حسن الصدر
عدد الصفحات: 177
✨ ملخّص الكتاب
مقصد الكتاب العام
يهدف السيّد حسن الصدر إلى إزالة الحجاب عن حقيقة شخصية المأمون العباسي، وكشف الوجه السياسي الماكر الذي أخفاه الأدباء والمؤرخون، وفضحِ الخديعة الكبرى التي ارتكبها بحقّ الإمام علي بن موسى الرضا (ع) والأمة الإسلامية.
فالكتاب ليس رواية تاريخية فحسب، بل هو محاكمة علمية دقيقة تعتمد على المصادر المعتبرة، وتُظهر المأمون على حقيقته:
رجلٌ داهية، قدّم نفاق السياسة على عدل الإسلام، وأظهر حبّ أهل البيت لفظاً بينما طعنهم عملاً.
🔹 أولاً: حقيقة المأمون كما يصوّرها السيّد الصدر
يُبرِز المؤلِّف عدّة صفات حاكمة لشخصية المأمون:
-
الدهاء السياسي
استخدم التقية السياسية، فأظهر التشيّع لكسب الشرعية، بينما كان يضمر شَرّاً عظيماً. -
الخوف من نفوذ الإمام الرضا (ع)
كان يعلم أنّ الإمام يتمتّع بقلب الأمة ومحبتها، فأراد تقييده لا تكريمه. -
التلاعب بالمبادئ
يريد الملك بأيّ ثمن، فلا يردعه دينٌ ولا عهدٌ ولا ذمّة. -
الاستفادة من الأزمات
بعد قتله لأخيه الأمين، احتاج إلى تجميل صورته، فاستغلّ اسم الإمام الرضا (ع).
🔹 ثانياً: لماذا عيَّن المأمون الإمام الرضا (ع) وليّاً للعهد؟
يُفصِّل الكتاب الدوافع المخفية لذلك القرار، ومنها:
-
إضفاء الشرعية على حكمه
فهو قاتلٌ لأخيه، متمردٌ على بيعة الناس. -
إخضاع الشيعة وإسكات الثورات
أراد أن يظهر أنه صديق أهل البيت. -
سحب البساط من العلويين
بجرّ إمامهم إلى السلطة وإبعاده عن الأمة. -
محاولة توريط الإمام (ع)
ليظهره بمظهر الراغب في الدنيا. -
استعمال الإمام كورقة ضغط سياسية
في صراعه مع العباسيين.
هذه التحليلات تؤكّد أنّ الولاية كانت خدعة سياسية لا تكريماً دينياً.
🔹 ثالثاً: موقف الإمام الرضا (ع) الذكيّ
يُعالج الكتاب بالتفصيل عظمة موقف الإمام حين قبل ولاية العهد بشرطٍ واحدٍ واضح:
«على أن لا آمر ولا أنهى، ولا أفتي ولا أقضي، ولا أغيّر شيئاً من رسوم الحكم»
وكان هذا الشرط:
-
إبطالاً لخطط المأمون
-
كشفاً لزيف التقدير العباسي
-
تحويلاً لولاية العهد إلى منصبٍ صوري فاشل
-
حفاظاً على كرامة الأمة ودمائها
ويستشهد المؤلّف بأنّ الإمام (ع) كشف المؤامرة من داخلها نفسها حتى أفشل المشروع العباسي بالكامل.
🔹 رابعاً: نهاية المؤامرة — تسميم الإمام (ع)
ينتهي الكتاب إلى التأكيد بأنّ:
-
المأمون لم يحتمل بقاء الإمام حيّاً
-
ولا أراد استمرار شعبيته
-
فاختار الغدر بالسمّ
-
ثم أظهر الحزن والتظاهر بالولاء
-
ليخفي جريمة الاغتيال السياسي الأكبر في الدولة العباسية
🔹 خامساً: أهم ميزات الكتاب العلمية
يتميّز الكتاب بأنّه:
-
يوثق بالأسانيد والمصادر التاريخية الشيعية
-
يقدّم نقداً علمياً مضبوطاً، بعيداً عن الانفعال
-
يكشف خفايا المؤامرات العباسية على أهل البيت (ع)
-
يدافع عن مقام الإمام الرضا (ع) ويمحضه حقّه
وقد نجح السيّد الصدر في جعل الكتاب مرجعاً لا غنى عنه في فهم المرحلة الرضوية.
✨ خلاصة شديدة
الكتاب يثبت بالأدلة أنّ المأمون لم يكن محبّاً لأهل البيت، بل كان أخطر خصومهم، وأنّ تعيين الإمام الرضا (ع) وليّاً للعهد لم يكن إلا فخّاً سياسياً أراد به:
-
امتصاص نقمة الأمة
-
التحكم بالإمام
-
ثم التخلص منه بعد ذلك
لكن الإمام الرضا (ع) بذكائه الإلهي أفسد عليه خطته، فكانت نهاية المؤامرة اغتياله بالسم.


