نظرية المعرفة في ضوء آخر تجليات عصر الحداثة

أضيف بتاريخ 11/18/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: نظرية المعرفة ، في ضوء آخر تجليات عصر الحداثة، كارل بوبر مرتكزا
المؤلف: السيد عمار أبورغيف
عدد الصفحات: 406
 

الملخّص العام للكتاب

🔹 أولاً: مقصد الكتاب ومنهجه

يروم المؤلّف – رفع الله قَدْره – إلى تقديم قراءة نقديّة معمّقة لنظرية المعرفة الحديثة، من خلال التركيز على أحد أعمدتها الكبار:
كارل بوبر، صاحب النزعة النقديّة ومبدأ التكذيب (Falsification).

والكتاب يحاول أن يرصد:

  • كيف تغيّرت صورة المعرفة في عصر الحداثة المتأخر،

  • وكيف أصبحت النقدية بديلاً عن اليقين،

  • وكيف يتعامل العقل المعاصر مع حقيقة وحدود ووظيفة المعرفة.

إنه كتاب في فلسفة العلم والإبستمولوجيا، بنَفَسٍ معاصر، وبمنهج تحليلي يزاوج بين:

  • العرض،

  • النقد،

  • والتحقيق.


🔹 ثانياً: بنية الكتاب ومحتواه العام

ينقسم الكتاب – إجمالاً – إلى عدّة محاور رئيسة، يمكن تلخيصها كما يلي:


1. ملامح عصر الحداثة المتأخر

يُمهّد المؤلف بتشخيص طبيعة المرحلة التي نعيشها، والتي تميزها:

  • نهاية وهم اليقينيات الكبرى،

  • تحوّل المعرفة من المطلق إلى النسبي،

  • سطوة العلم التجريبي،

  • تفكّك الميتافيزيقا التقليدية،

  • صعود الفرد بدلاً من المؤسسة.

ويشير إلى أنّ العقل المعاصر يعيش قلق المعرفة:
لا هو قادر على الوصول إلى يقينٍ مطلق، ولا يستطيع الاستغناء عن المعرفة كأساسٍ للفعل البشري.


2. مدخل إلى نظرية المعرفة

يعالج فيه سؤال المعرفة من جذوره:

  • ما المعرفة؟

  • كيف نعرف؟

  • ما حدود العقل؟

  • ما طبيعة الحقيقة؟

ثم يعرض أهم المدارس:

  • المدرسة العقلية،

  • المدرسة التجريبية،

  • النقدية،

  • البراغماتية،

  • الوضعية المنطقية.

ويبيّن كيف تمهّد هذه المدارس لصعود بوبر.


3. كارل بوبر ونظرية المعرفة النقدية

وهو قلب الكتاب، وأوسع فصوله.

يعالج المؤلف أهم محاور فكر بوبر:

  • العقلانية النقدية: العقل ليس آلة إثبات، بل أداة نقد وتصحيح.

  • التخمينات والتكذيبات: العلم يتقدم لا بالتحقق، بل بالدحض.

  • رفض الاستقراء: لأن التعميم من الجزئيات لا يؤدي إلى يقين.

  • التراكمية السلبية للعلم: المعرفة تتقدم بحذف الأخطاء.

  • الموضوعية العلمية: ليست “حقيقة مطلقة”، بل “قابلية الاختبار”.

ويقدّم المؤلف نقداً هادئاً لهذه الرؤية، مبيناً قوتها وضعفها.


4. مناقشة فلسفة بوبر في ضوء الحداثة

يبرز المؤلف أنّ فلسفة بوبر كانت ردّاً على:

  • الشموليات السياسية،

  • واليقينيات المطلقة،

  • والنزعات الدوغمائية في الفكر.

لكنّه يبيّن أيضاً أنّ:

  • النزعة النقدية حين تُطلَق بلا قيود، تقود إلى فوضى معرفية،

  • وأنّ ربط العلم بمبدأ التكذيب فقط يبخس البحث الإنساني عن الحقيقة.


5. نظرية المعرفة بعد بوبر

يعرض الكتاب كيف أثّر بوبر في من جاء بعده:

  • إيمري لاكاتوش (برامج البحث العلمي)،

  • فايرابند (نقد المنهجية)،

  • كوهن (الثورات العلمية)،

  • وأثرهم في ما بعد الحداثة.

وفي هذا يبيّن المؤلف أنّ الفكر المعاصر يميل إلى:

  • اللايقين،

  • النسبية،

  • التشظي المنهجي.


6. نقد شامل للتصور الحديث للمعرفة

هنا يصل المؤلف إلى ذروة الكتاب، حيث يعرض نقداً فلسفياً لنتائج الفكر الحداثي، ويبيّن:

  • أنّ المعرفة لا يمكن أن تقوم على النقد وحده،

  • وأنّ الإنسان بحاجة إلى مركز ثابت،

  • وأنّ فصل المعرفة عن الغاية والقيمة أضعف إنسانية الإنسان.

وهو نقد يقترب – بصورة غير مباشرة – من الرؤية الدينية للمعرفة، من حيث حاجتها إلى:

  • غاية،

  • منهج،

  • معنى،

  • وغاية أخروية.


🔹 ثالثاً: أهم ما يميّز الكتاب

  1. جمعه بين العمق الفلسفي وسلاسة العرض

  2. مقارنة واسعة بين بوبر والمدارس الأخرى

  3. قدرة نقدية عالية في تحليل النصوص

  4. إدراكٌ دقيق لوضع المعرفة في عصر الحداثة

  5. نزعة واقعية تحاول إنقاذ المعرفة من السقوط في النسبية المطلقة


خلاصة الخلاصة

الكتاب دراسة وافية في إبستمولوجيا الحداثة، تُبرز أنّ:

  • مشروع كارل بوبر كان أهم محاولة لإنقاذ العلم من اليقينيات الزائفة،

  • لكنه انتهى – من حيث لا يشعر – إلى تكريس اللايقين والشك البنّاء،

  • وأنّ الفكر الإنساني المعاصر لا يستطيع العيش بلا "حقيقة"،

  • لكنّه أيضاً لا يملك البرهان المطلق على تلك الحقيقة.

ومن هنا تأتي قيمة هذا الكتاب:
إنه يقف على تخوم العقل الحديث، ويحاور أزمة الحقيقة في زمنٍ تهتزّ فيه جميع المسلّمات.



NADHARYYATALMAREFAH NADHARYYATALMAREFAH