كتاب: علم الروحانيات في الإسلام، دراسة تبحث بالدليل العلمي الفقهي عن الأوفاق والطلاسم والعزائم
المؤلف: مصطفى الإمامي الأهوازي
عدد الصفحات: 199
✨ أولاً: طبيعة الكتاب وغايته
هذا الكتاب من المحاولات الحديثة التي أرادت تنظيم التراث الروحاني الشائع بين الناس، بما فيه:
-
الأوفاق
-
الطلاسم
-
العزائم
-
الأعمال الروحانية
-
الدعوات
-
الخواتيم
-
التمائم
ويأتي المؤلف ليُميّز ـ كما يقول ـ بين:
-
الروحاني الشرعي
-
والسحر المحرّم
-
والشعوذة المبنية على الخداع
والكتاب يحاول أن يثبت أن بعض هذه الأعمال لها جذور فقهية وروائية، وأنّ كثيراً مما يُسمّى سحراً ليس من السحر الشرعي حقيقة، بل هو:
-
إما دعاءٌ مشروع،
-
أو خواصُّ موادّ،
-
أو تأثيرات نفسية،
-
أو أوهام يتعامل الناس معها وكأنها حقائق.
✨ ثانياً: بنية الكتاب ومحتواه العام
الكتاب يبدأ بمقدّمة روحية، ثم يدخل في ثلاثة أبواب رئيسة:
🔹 الباب الأول: مفاهيم السحر والروحانيات
وفيه يشرح المؤلف:
1. تعريف السحر
يعرض عشرات التعريفات اللغوية والاصطلاحية، ويركّز على النقاط التالية:
-
السحر قد يعني الخداع الحسي
-
أو التأثير النفسي
-
أو الاستعانة بالشياطين
-
أو إظهار الشيء بغير حقيقته
-
أو القوى النفسية الخارقة
وينقل روايات أهل البيت (ع) في تفسير قوله تعالى:
﴿وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا…﴾
ويشرح قصة هاروت وماروت، مبينًا أن السحر تعليم ابتلاء لا تعليم إضلال.
2. الفرق بين السحرة والروحانيين
وهي من أهم نقاط الكتاب، ويذكر المؤلف:
-
أن الساحر يعتمد على الشيطان،
-
أما الروحاني ـ كما يدّعي ـ فيعتمد على الأسماء والدعوات والآيات.
ويُكثر من ذكر شروح العلماء حول «التأثيرات النفسية» و«قوة الوهم» و«قابليات الأرواح».
3. أنواع السحر
كما يعرضها العلماء:
-
السحر النفساني
-
سحر التأثير الواقعي
-
سحر التخييل
-
سحر الأوهام
-
السحر بواسطة الأرواح السفلية
-
السحر الفلكي (دعوة الكواكب)
-
السحر بواسطة الخواص الكيميائية والمواد
ويستند إلى نصوص من:
-
ابن فارس،
-
المجلسي،
-
فخر المحققين،
-
الراوندي،
-
صديق حسن خان،
وغيرهم.
🔹 الباب الثاني: الأوفاق والطلاسم والعزائم
هذا الباب هو لبّ الكتاب، وفيه يحاول المؤلف الدفاع عن مشروعية بعض الأعمال الروحانية.
1. تعريف الوفق والطلسـم والعزيمة
-
الوفق: مربع عددي أو حرفي له ترتيبات رياضية.
-
الطلسـم: رموز أو حروف لها دلالات مخفية.
-
العزيمة: دعاء خاص أو نداء روحاني.
2. مصادر هذه الأعمال
ينسب المؤلف اعتماداً إلى بعض المصنفات القديمة:
-
كتب العزائم
-
بعض رسائل الدعاء
-
كتب الخواص
-
كتب المتصوفة
-
التجارب الروحانية الشعبية
ويفرّق بين:
-
الطلسم الشركي أو السحري،
-
والوفق الذي يدّعي أنه مبني على آيات أو أسماء الهية.
3. هل الأوفاق والطلاسم سحر؟
يحاول المؤلف أن يثبت أنّ:
-
السحر المحرّم هو ما يستعين بالشياطين أو يوقع الأذى.
-
أما الأوفاق المبنية على القرآن أو أسماء الله فلا تُعدّ سحراً.
ويستشهد بكلام العلماء حول تأثير النفس، وتأثير الدعاء، وأثر «النيات»، وما هو من “باب التجربة لا العبادة”.
🔹 الباب الثالث: الحكم الشرعي
هنا يقترب المؤلف من الفقه العملي، ويبحث:
1. النصوص المعارضة لها
مثل:
-
حرمة السحر
-
حرمة الاستعانة بالشياطين
-
حرمة التمائم الشركية
-
نهي الأئمة (ع) عن الخوض في علوم السحر
2. النصوص المحتملة للإباحة
كالأدعية المجربة:
-
دعاء الجوشن
-
دعاء الشدائد
-
آية الكرسي
-
بعض الأدعية المنسوبة لأهل البيت (ع) في التحصين
ويحاول المؤلف القول:
إن الاعتماد على القرآن أو أسماء الله عبادة لا سحراً.
3. التفريق الفقهي بين المشروع والممنوع
فيعطي قاعدة مهمة:
-
إن كان العمل مبنيًا على شركٍ أو ضرر → فهو سحر محرّم.
-
إن كان العمل مبنيًا على ذكر الله أو آياته → فهو دعاء مشروع.
-
إن كان عملاً عدديًا أو حسابيًا بدون محرم → فهو ليس سحراً.
✨ رابعاً: الخلاصة العامة للكتاب
يمكن تلخيص أفكار المؤلف بالنقاط الآتية:
-
السحر حقيقة، وله جذور قرآنية وروائية.
-
الروحانيات تختلف عن السحر إذا قامت على الدعاء والذكر ولم تسمح بالاستعانة بالشياطين.
-
الأوفاق والطلاسم ليست كلها سحراً؛ فما كان منها مبنيًا على أسماء الله فهو عند المؤلف مشروع.
-
القوى النفسية والوهمية تلعب دوراً كبيراً في كثير من الأعمال.
-
كثير مما يتداوله الناس هو شعوذة وخداع بصري لا حقيقة له.
-
المؤلف يحاول تقريب الروحانيات من الفقه، لا تحويلها إلى عبادة.
-
ويختم بالتأكيد أن كل ما يخالف العقيدة فهو باطل، وأن علم الروحانيات إن لم يضبط بالشرع فإنه ينقلب إلى سحر محرّم.
✨ خلاصة الخلاصة
الكتاب محاولة لعرض علوم الروحانيات في إطارٍ فقهيٍّ، لإزالة الخلط بين:
-
السحر،
-
الدعاء،
-
الخواص،
-
الطلسم،
-
والوفق،
ويهدف إلى أن يقدم تمييزاً علمياً بين المشروع والممنوع، مع كثير من الاستشهادات اللغوية والروائية والفقهية.


