كتاب: عالم الذر ، هل كان الإنسان مخلوقا قبل الدنيا؟
المؤلف: الشيخ باسم الحلي
عدد الصفحات: 201
📘 ملخص كتاب: عالم الذر – هل كان الإنسان مخلوقًا قبل الدنيا؟
✍️ المؤلف: الشيخ باسم الحلي
🏛️ الناشر: العتبة الحسينية المقدسة – شعبة البحوث والدراسات
📄 عدد الصفحات: 201 صفحة
📅 سنة الطبع: 2015م / 1436هـ
🕊️ مقدمة الكتاب
يبدأ الشيخ باسم الحلي بتوضيح أن موضوع "عالم الذر" من المسائل العقائدية القديمة التي اختلف فيها علماء المدرستين (السنة والشيعة)، حول ما إذا كان الإنسان مخلوقًا قبل الحياة الدنيا، وهل كانت الأرواح موجودة قبل الأجساد أم لا.
ويشير إلى أن البحث في هذا الموضوع يستند إلى الآية الكريمة:
﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا﴾ (الأعراف: 172).
ويؤكد المؤلف أن هذه الآية هي الأساس النصي لكل من يقول بوجود "عالم الذر"، حيث جرى فيها الحديث عن أخذ الميثاق من ذرية آدم قبل وجودهم الجسدي.
⚖️ تنبيهان تمهيديان
-
المنهج العلمي:
الشيخ الحلي لا يعتمد في بحوثه على الروايات الضعيفة، بل يوازن بين المصادر السنية والشيعية ويستعين بأقوال كبار المحدثين مثل الكليني، ابن حنبل، الحاكم، الطبراني، ابن حجر، الأشعري وغيرهم. -
التصحيح والتضعيف:
يوضح أن تقييم الأحاديث سيتم بحسب قواعد علم الرجال عند كل مدرسة، مع ذكر المراجع لكل حديث.
🌍 العوالم التسعة التي مرّ بها الإنسان
في الصفحات (7–10) من الكتاب، يقسم المؤلف الوجود الإنساني إلى عشرة عوالم أو مراحل قبل وبعد الحياة الدنيوية، هي:
| الرقم | اسم العالم | الوصف المختصر |
|---|---|---|
| 1 | عالم الأحدية | وجود الله وحده قبل الخلق. |
| 2 | عالم الأرواح | خلق الله الأرواح قبل الأجساد. |
| 3 | عالم الأشباح (الذر) | عالم تم فيه أخذ الميثاق الإلهي. |
| 4 | عالم الدنيا | الحياة الجسدية المعروفة. |
| 5 | عالم البرزخ | ما بين الموت والبعث. |
| 6 | عالم الآخرة | يوم الحساب والجزاء. |
| 7 | عالم الجنة والنار | مقام الخلود النهائي. |
| 8 | عالم الرضوان | مرحلة القرب من الله لأوليائه. |
| 9 | عالم قاب قوسين | مقام النبي (ص) في المعراج. |
| 10 | عالم الغيب | الحقيقة النهائية وراء حدود الزمان والمكان. |
💡 شرح الفروق بين الأرواح والأشباح والأجساد
في الصفحات (11–13)، يوضح المؤلف أن:
-
الأرواح: خُلقت أولًا، وهي لطيفة نورانية عاقلة.
-
الأشباح: أجساد مثالية غير مادية، ظهرت في عالم الذر.
-
الأجساد: المادية التي نحيا بها في الدنيا.
ويضيف أن الأرواح تعرّفت على خالقها في عالم الذر قبل أن تُودع في الأجساد.
📖 معنى عالم الذر لغويًا واصطلاحًا
-
الذر لغةً: صغار النمل أو كل شيء دقيق لا يُرى إلا في الضوء.
-
واصطلاحًا: هو عالم الأشباح الذي شهد فيه بنو آدم على ربهم قبل خلق الأجساد.
ويدلل بالآيتين:
الأعراف: 172 و السجدة: 11 لإثبات سبق الميثاق.
🔍 موقف العلماء من عالم الذر
🕌 أولًا – علماء السنة
ينقل المؤلف عشرات النصوص لإثبات اعتقاد كثير من علماء أهل السنة بوجود عالم الذر، منهم:
-
أبو الحسن الأشعري (324هـ) – قال في الإبانة:
إن الله أخرج ذرية آدم من ظهره وأخذ عليهم الميثاق، كما في قوله تعالى: ألست بربكم.
-
ابن حزم (456هـ) – نقل الإجماع على أن الله خلق الأرواح قبل الأجساد وأخذ منها العهد.
-
الخطابي (388هـ) – فسر حديث الأرواح جنود مجندة بأنه يشير إلى وجود الأرواح قبل الأجساد.
-
الطبراني، الحاكم، الترمذي، البيهقي، ابن حجر، الخازن وغيرهم — أثبتوا وجود هذا العالم وأوردوا أحاديث مثل:
-
“الأرواح جنود مجندة”
-
“خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام”
-
“ألست بربكم قالوا بلى”.
-
🌙 ثانيًا – علماء الشيعة
يعرض الشيخ الحلي أقوال كبار محدثي الشيعة:
-
الكليني في الكافي – روى أحاديث تصرح بأن الله خلق الأرواح قبل الأجساد.
-
الصدوق والمرتضى – أكدا أن عالم الذر كان حقيقة لا مجازًا.
-
العلامة المجلسي – في بحار الأنوار، يربط بين عالم الذر وأخذ الميثاق والإمامة.
🚫 موقف المنكرين
ينقل المؤلف آراء من أنكروا وجود عالم الذر من بعض العلماء في المدرستين، مثل:
-
ابن القيم والجويني عند السنة؛ قالوا إن “أخذ الميثاق” كان تمثيلًا للعلم الإلهي لا حدثًا واقعيًا.
-
السيد المرتضى عند الشيعة؛ نفى أن يكون الإنسان قد وُجد حقيقة قبل الدنيا، معتبرًا أن الميثاق رمز للفطرة والعقل.
❓ هل الاعتقاد بعالم الذر واجب؟
يقرر الشيخ الحلي (ص18) أن الاعتقاد بعالم الذر ليس من العقائد الواجبة على المكلفين، لأنه ليس من أركان الدين، لكن الإيمان به مستحب ومفيد لفهم العدل الإلهي ومسؤولية الإنسان.
🧩 موقفه من التناسخ
يؤكد أن القول بعالم الذر لا يعني التناسخ، لأن التناسخ يفترض انتقال الأرواح بين الأجساد في الدنيا، بينما عالم الذر حدث قبل الخلق المادي ولا يتكرر.
🕯️ خاتمة الكتاب
يختم المؤلف بحثه بتأكيد أن:
“الإنسان كان مخلوقًا قبل الدنيا بوجود روحاني أو مثالي، وأن الله سبحانه أخذ منه الميثاق على معرفته، وهذا هو معنى قوله تعالى: ألست بربكم قالوا بلى.”
ويضيف أن معرفة عالم الذر تعمق الوعي بارتباط الإنسان بربه منذ الأزل، وتبيّن أن التكليف الإلهي ليس مفاجئًا بل نابع من عهد قديم.
🧭 الملخص التحليلي
| المحور | خلاصة الرأي |
|---|---|
| المسألة الجوهرية | هل الإنسان وُجد قبل الدنيا؟ |
| الجواب | نعم، بوجود روحاني مثالي. |
| الدليل القرآني | الآية 172 من سورة الأعراف. |
| أدلة الحديث | أحاديث خلق الأرواح قبل الأجساد. |
| موقف السنة | أكثر المحدثين يثبتونها. |
| موقف الشيعة | جمهورهم يقر بها مع تأويلات فلسفية. |
| الرأي النهائي للمؤلف | عالم الذر حقيقة غيبية روحية، لا تشبه التناسخ، وهي أساس الميثاق الإلهي. |
عالم الذر ، هل كان الإنسان مخلوقا قبل الدنيا؟ - الشيخ باسم الحلي


