كتاب: من خلق الإله؟ سياقات السؤال، ونقد الإجابة السائدة
المؤلف: السيد علي العزام الحسيني
عدد الصفحات: 177
📘 ملخص كتاب: من خلق الإله؟ سياقات السؤال ونقد الإجابة السائدة
✍️ المؤلف: السيد علي العزام الحسيني
🏛️ الناشر: العتبة الحسينية المقدسة – مركز إحياء التراث العلمي العربي
📄 عدد الصفحات: 177 صفحة
🌿 المقدمة والمدخل (ص 5–7)
يفتتح المؤلف كتابه ببيان أن سؤال «من خلق الإله؟» يعدُّ من أكثر الأسئلة تداولاً في الفكر الإلحادي الحديث، وأنه في حقيقته سؤال مغلوط من جهة المنطق والمضمون، لأنه يفترض أن الإله مخلوقٌ داخل دائرة العلّية، بينما الإله في العقيدة الإيمانية هو علة العلل ومبدأ الوجود كله.
يقول المؤلف في صدر الكتاب:
“يقوم المنظور الإيماني على مبدأ الخلق والإيجاد، خالق الإله للكون والمخلوقات، لا مخلوق الإله من داخل الكون”.
ثم يوضّح أنّ الدافع من تأليف هذا الكتاب هو تحليل الخلفية الفلسفية والنفسية والاجتماعية للسؤال نفسه، قبل أن يُجاب عنه دينيًّا، لأن المشكلة – في نظره – ليست في الجواب بل في طريقة بناء السؤال.
🧭 المحور الأول: جذور السؤال في الفكر الإنساني
يبيّن الحسيني أن جذور سؤال «من خلق الإله؟» تمتد إلى الفلسفات المادية القديمة (منذ أبيقور وديموقريطس) التي أنكرت الخلق الإلهي وعدّت العالم أزليًّا.
ثم يعرّج على الموجة الإلحادية الحديثة منذ القرن التاسع عشر مع كارل ماركس، داروين، وفرويد الذين فسّروا الدين بوصفه نتاجًا نفسيًّا أو اجتماعيًّا.
وفي هذا الإطار يميّز بين ثلاثة مستويات لهذا السؤال:
-
المستوى الفلسفي: يُطرح كإشكال عقلي على مبدأ العلّة الأولى.
-
المستوى النفسي: ينشأ من حاجة الإنسان للتمرّد على سلطة المطلق.
-
المستوى الاجتماعي: يتغذّى من مظالم التاريخ واستغلال الدين سياسيًا.
💡 المحور الثاني: مناقشة السؤال فلسفيًّا وكلاميًّا
يركّز السيد الحسيني في الصفحات (16–19) على أن السؤال مبني على مغالطة منطقية؛ لأن العلّية لا تطبق على الله سبحانه وتعالى، فهو واجب الوجود بذاته لا يحتاج إلى علّة خارجية تسبّبه.
ويورد نقلاً عن علماء الكلام:
“إذا كان لكل شيء محدث، فلابد من محدث أول لا محدث له، وإلا لزم التسلسل الباطل.”
ويستدلّ بكلام العلامة الطباطبائي في الميزان أنّ مفهوم «من خلق الله» يُعدّ سؤالًا عبثيًّا، لأن الخالق لا يدخل تحت مفهوم المخلوق.
ثم يعرض المؤلف موقف الفلاسفة الإسلاميين مثل صدر الدين الشيرازي والشيخ الرئيس ابن سينا، في تأكيدهم أن الله واجب الوجود، وجوده عين ذاته، لا يسبقه عدم، ولا يعتريه تغير.
📚 المحور الثالث: الأحاديث والنصوص الدينية
يستشهد المؤلف بأحاديث أئمة أهل البيت (ع) التي واجهت هذا النوع من الأسئلة، منها حديث الإمام الصادق (ع):
“من زعم أن الله من شيء أو في شيء أو على شيء فقد أشرك، لأن ما سوى الله محتاج وهو سبحانه الغني.”
كما يورد قول الإمام علي (ع) في نهج البلاغة:
“أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده نفي الصفات عنه.”
ويوضح أن هذه النصوص تغلق الباب أمام سؤال “من خلق الإله؟”، لأنها تقطع بإطلاق الله عن الزمان والمكان والحدوث.
⚖️ المحور الرابع: نقد الإجابة السائدة
ينتقد الحسيني بعض الردود السطحية التي يقدّمها المتدينون على سؤال الملاحدة، مثل الاكتفاء بقولهم: “الله غير مخلوق لأنه خالق كل شيء”، دون تفكيك فلسفي للسؤال.
ويعتبر أن الردّ الصحيح لا يكون بالتكرار العقائدي، بل ببيان المغالطة المنطقية في السؤال نفسه، لأن السؤال يطلب علّة لشيءٍ لا يمكن أن تكون له علّة، تمامًا كما لو سُئل: ما لون الصوت؟.
🌌 المحور الخامس: البعد الوجودي والمعرفي
في الصفحات الأخيرة (17–20) يربط الحسيني بين سؤال الإلحاد الحديث وبين أزمة المعنى في الفكر الغربي، موضحًا أن إنكار الإله هو في حقيقته هربٌ من سؤال أعمق: لماذا نوجد؟
ويقول:
“حينما يغيب المعنى يغدو وجود الله عبئاً، لأن الذات المتمردة ترفض العلّة التي تقيّد نزعتها إلى المطلق”.
ويختم بالتأكيد على أن الدين لا يعارض العقل، بل إنّ الإيمان بالله هو أكثر الإجابات عقلانية، لأن وجود العالم بلا علّة أولى أشد استحالة من الإيمان بخالق أزلي واجب الوجود.
✨ خلاصة تحليلية
| المحور | الفكرة الأساسية | المرجع في النص |
|---|---|---|
| منطلق البحث | نقد أصل السؤال لا الاكتفاء بالجواب | ص6–7 |
| منهج البحث | فلسفي-كلامي مع توظيف للعلوم الإنسانية | ص9 |
| جوهر النقد | السؤال مبني على مغالطة “العلّة الموجبة” | ص16 |
| الموقف الإيماني | الله واجب الوجود لا يسبقه عدم ولا يدخل في سلسلة العلل | ص17 |
| الهدف النهائي | بيان أن وجود الإله هو المبدأ الضروري للمعنى والوجود | ص19 |
🕯️ الخاتمة
يخلص السيد علي العزام الحسيني إلى أن سؤال «من خلق الإله؟» ليس سؤالًا فلسفيًا مشروعًا، بل هو سوء فهم لمفهوم الألوهية، نابع من إسقاط صفات المخلوقات على الخالق.
ويقول في خاتمة بحثه:
“الله تعالى ليس جزءاً من النظام الكوني ليُسأل عنه بآلياته، بل هو مبدأ النظام كله، فالسؤال عن خالقه كالسؤال عن سبب السبب، أو عن قبل الأول.”
من خلق الإله؟ سياقات السؤال، ونقد الإجابة السائدة - السيد علي العزام الحسيني


