منهج الإرشاد إلى ما يجب فيه الاعتقاد

كتاب: منهج الإرشاد إلى ما يجب فيه الاعتقاد
المؤلف: الشيخ خضر الدجيلي
عدد الصفحات: 288
 

📘 ملخص كتاب: منهج الإرشاد إلى ما يجب فيه الاعتقاد
✍️ المؤلف: آية الله الشيخ خضر بن عباس الدجيلي (ت 1383 هـ)
📖 تحقيق: أمير كريم الصائغ
🏛️ الناشر: مجمع الإمام الحسين العلمي – كربلاء المقدسة
📄 عدد الصفحات: 288 صفحة

---

🌿 تمهيد الكتاب (ص 6–9)

يبدأ الكتاب بمقدمة مجمع الإمام الحسين العلمي التي تُثني على جهود الشيخ خضر الدجيلي في إحياء التراث الكلامي الإمامي، وتوضح أن هذا الكتاب يأتي ضمن مشروع “النشر المعرفي” للمجمع، بهدف إعادة تقديم المؤلفات الكلامية القديمة بلغة علمية دقيقة ومحققة.
كما يُذكر أن النص اعتمد على نسخ خطية متعددة محفوظة في مكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف.

---

✨ مقدمة التحقيق (ص 14–15)

يتحدث المحقق أمير كريم الصائغ عن أهمية هذا المؤلَّف، مبينًا أن الشيخ الدجيلي وضعه كمتنٍ عقائديٍّ شامل يبيّن فيه أصول الدين وفروعه بأسلوب تعليمي يعتمد على الأدلة العقلية والنقلية.
ويقول المحقق:

"الشيخ خضر الدجيلي سار على نهج المتكلمين الإمامية من أمثال الشيخ المفيد والعلامة الحلي، جامعاً بين صفاء العبارة ودقة البرهان".

كما يشير إلى أن الكتاب يُعَدّ مرجعاً مهماً في المدارس الحوزوية لدراسة علم الكلام الإمامي في القرن الرابع عشر الهجري.

---

🧭 هيكل الكتاب ومضامينه

ينقسم الكتاب إلى خمسة أقسام رئيسية، تغطي موضوعات العقيدة الأساسية عند الشيعة الإمامية:

🔹 القسم الأول: التوحيد

يتناول المؤلف فيه صفات الله تعالى، ويقسمها إلى:

1. صفات الجمال (العلم، القدرة، الإرادة).

2. صفات الجلال (التنزيه عن الجسم والمكان والزمان).

3. الصفات السلبية والإضافية.

ويؤكد الشيخ أن معرفة الله لا تكون بالحواس بل بـ"البراهين العقلية والنور الفطري"، مقتبسًا من نهج البلاغة قول الإمام علي (ع):

“لم يُحِط به بصرٌ، ولم يبلغه فكر.”

---

🔹 القسم الثاني: العدل الإلهي

يعرض فيه المؤلف مفهوم العدل بوصفه من أصول الدين، مقرراً أن الله تعالى لا يفعل القبيح ولا يظلم أحداً، لأن أفعاله منزهة عن العبث.
ويردّ على الجبرية الذين ينسبون الفعل لله تعالى وحده، فيقول:

“العبد فاعلٌ مختار، والله خالقٌ لقدرة العبد وإرادته، لا مجبر له.”

هذا القسم يُبرز المدرسة العدلية الإمامية المتأثرة بعلم الكلام العقلي.

---

🔹 القسم الثالث: النبوة

يعرّف النبوة بأنها “اصطفاء إلهيّ لشخصٍ كاملٍ يُبلّغ شرع الله إلى خلقه”، ثم يفصّل في:

• وجوب إرسال الرسل.

• صفاتهم (العصمة، العلم، الحكمة).

• خاتمية النبي محمد (ص).

ويُشير إلى أن النبوة لطفٌ إلهيّ ضروريّ لتكميل العقول، مستشهدًا بحديث الإمام الصادق (ع):

“إن الله أرسل أنبياءه ليقوم الناس بالقسط ويعرفوا حدودهم.”

---

🔹 القسم الرابع: الإمامة

وهو من أطول أقسام الكتاب، ويُبيّن فيه الشيخ أن الإمامة استمرارٌ للنبوة في حفظ الدين.
يستدل بالعقل والنقل على وجوبها، فيقول:

“كما لا تُترك الأمة بلا نبيٍّ حين الابتداء، لا تُترك بلا إمامٍ بعد الانتهاء.”

ثم يستعرض نصوص الإمامة في القرآن والحديث، مثل آية الولاية وآية أولي الأمر وحديث الغدير، مؤكداً أن الإمامة بالنص لا بالاختيار.
ويخصص فصلاً لشرح معاني العصمة والعلم اللدني للأئمة (ع).

---

🔹 القسم الخامس: المعاد

يناقش فيه الشيخ الدجيلي مسألة البعث والنشور، فيعرض الأدلة العقلية على إمكانه، ثم يبين أنواع المعاد (الروحي والجسدي).
ويورد أقوال الأئمة في تأكيد الحساب والثواب والعقاب.
ويقول في ختام هذا الباب:

“من أنكر المعاد فقد أنكر الحكمة الإلهية، لأن الدنيا دار ممرّ لا دار مقرّ.”

---

🕊️ منهج المؤلف وأسلوبه

يُظهر الشيخ الدجيلي منهجاً وسطاً بين البرهان العقلي والنص الشرعي، فيربط الأدلة الكلامية بالآيات القرآنية والأحاديث المأثورة.
كما يتميّز أسلوبه بـ:

• وضوح العبارة وسلاسة العرض.

• تقديم المسائل على شكل سؤال وجواب.

• الاعتماد على الحجج المنطقية أكثر من الجدل الكلامي.

وهو منهج قريب من أسلوب العلامة الحلي في “نهج الحق”، والخواجة نصير الدين الطوسي في “تجريد الاعتقاد”.

---

🧓 ترجمة المؤلف (ص 18–20)

تُظهر الصفحات الأخيرة من الكتاب سيرة الشيخ خضر بن عباس الدجيلي:

• من كبار علماء الفقه والكلام في القرن الرابع عشر الهجري.

• درس على يد الشيخ جعفر كاشف الغطاء، وكان من أعلام النجف.

• عُرف بتدريسه لعلم الكلام والفقه والأصول.

• شارك في تأليف جماعة العلماء في النجف سنة 1379هـ إلى جانب أعلام كبار مثل السيد إسماعيل الصدر والسيد باقر الصدر.

---

🌺 الخاتمة

يختم الشيخ خضر الدجيلي كتابه بالتأكيد أن العقيدة الحقّة يجب أن تُبنى على البرهان لا التقليد، قائلاً:

“من آمن بالله بغير علم، فقد عرّض إيمانه للزلل، ومن عرفه بعقله ونور قلبه فقد بلغ الإيمان الكامل.”

---

🧭 الملخص التحليلي