أصالة الدين وفطرية الإيمان

أضيف بتاريخ 12/12/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: أصالة الدين وفطرية الإيمان، دراسة نقدية لفرضيات نشوئه الأرضي ونكوينه البشري
المؤلف: السيد علي الحسيني
عدد الصفحات: 411
 

📘 ملخص كتاب: أصالة الدين وفطرية الإيمان – دراسة نقدية لفرضيات نشوئه الأرضي وتكوينه البشري
✍️ المؤلف: السيد علي الحسيني
🏛️ الناشر: العتبة الحسينية المقدسة – شعبة البحوث والدراسات
📄 عدد الصفحات: 411 صفحة


🌿 المقدمة (ص 6–8)

يفتتح السيد الحسيني كتابه ببيان أن موضوع الدين في الفكر الإنساني المعاصر قد أصبح موضع جدلٍ حاد بين مدرستين:

  1. مدرسة ترى أن الدين وحيٌ إلهيٌّ أصيل في الوجود الإنساني.

  2. وأخرى تزعم أن الدين اختراعٌ بشريٌّ نشأ تطورياً في إطار الخوف أو الجهل أو الحاجة الاجتماعية.

ويقول المؤلف:

“من الخطأ أن نحاكم الدين بمقاييس المتدينين، لأن الدين في جوهره فطرة، والمتدين إنسان يخضع لها بقدر صفاء فطرته أو انحرافها.”

ومن هنا ينطلق لتفكيك "الفرضيات الإلحادية" التي تنسب الدين إلى عوامل أرضية بحتة.


الفصل الأول: الدين بين الفطرة والنشوء الأرضي

يتناول الحسيني النظريات الغربية التي فسّرت نشوء الدين تفسيرًا مادياً، ويصنفها إلى خمس مدارس نقدية:

  1. النظرية الاجتماعية: الدين ظاهرة ناتجة عن التعاقد الجماعي أو الخضوع للسلطة.

  2. النظرية التطورية: الدين مرحلة بدائية من مراحل تطور الفكر الإنساني.

  3. النظرية النفسية: الدين إسقاطٌ لحاجات الإنسان النفسية (عند فرويد).

  4. النظرية الاقتصادية: الدين أداة طبقية لحفظ الامتيازات (عند ماركس).

  5. النظرية العاطفية: الدين ناتج عن الخوف والرهبة من المجهول.

ثم يردّ المؤلف على هذه الفرضيات بأنّ جميعها تنظر إلى الدين من خارج التجربة الإيمانية، وتتجاهل الوعي الفطري الذي يدرك المقدس دون وسيط.


💬 الفصل الثاني: الإيمان فطرة لا تجربة مكتسبة (ص 11–13)

يحلل المؤلف مفهوم الفطرة من منظور قرآني وفلسفي، مستنداً إلى قوله تعالى:

﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ (الروم: 30).

ويبيّن أن الفطرة ليست مجرد استعداد نفسي، بل قانون تكويني مغروس في ذات الإنسان يدفعه إلى البحث عن الغيب.
ويقول الحسيني:

“إن الميل إلى الإيمان ليس نتيجة للتربية أو الخوف، بل هو تعبير عن طبيعة النفس الباحثة عن أصلها.”

ويستشهد بأبحاث علم النفس الديني الحديثة التي أثبتت أن الطفل يولد وهو يمتلك “حسًّا فطريًا بالوكالة العليا”، أي بوجود سببٍ متعالٍ لكل حدث في الكون.


⚖️ الفصل الثالث: نقد الفرضيات الأرضية لنشوء الدين (ص 13–17)

في هذا الفصل يتناول السيد الحسيني بالنقد التفصيلي أشهر النظريات التي فسرت الدين تفسيرًا مادياً:

  • فرويد (التحليل النفسي):
    يرى أن الدين إسقاط لرغبة الإنسان في الأب الحامي.
    الرد: الدين يسبق الإحساس بالأبوة لأن الطفل يدرك الوجود الإلهي قبل اكتسابه صورة الأب.

  • دوركايم (النظرية الاجتماعية):
    عدّ الدين تعبيرًا عن الضمير الجمعي.
    الرد: لو كان كذلك لاختلفت "الألوهية" باختلاف المجتمعات، لكن وجود فكرة الإله في كل الثقافات يدل على ثبات مصدرها الفطري.

  • ماركس:
    اعتبر الدين “أفيون الشعوب”.
    الرد: الدين عند المجتمعات الأولى لم يكن وسيلة سيطرة، بل تضحية وفناء في سبيل المقدس، ما ينفي عنه المنفعة المادية.


🧠 الفصل الرابع: الدين في ضوء العلم والفلسفة

يقدّم الحسيني معالجة عقلانية لعلاقة الدين بالعلم الحديث، مؤكدًا أن التفسير العلمي لا يُلغي التفسير الإلهي، لأن:

“العلم يبحث في الكيفية، والدين يبحث في العلّة الغائية.”

كما يعرض آراء الفلاسفة المؤمنين (كانط، باسكال، بلانتنغا) الذين رأوا أن وجود الحس الديني دليل وجود الله لا العكس، لأن الفطرة لا تفرز إلا ما هو واقعي في جوهره.


🌍 الفصل الخامس: نحو تأسيس علم الإيمان الفطري

يدعو السيد الحسيني إلى ما يسميه علم الإيمان الفطري، وهو علم يدرس الدين بوصفه "خاصية بنيوية في الإنسان"، لا نتاجًا اجتماعياً أو نفسياً.
ويؤكد أن جميع الحضارات – من الصين إلى حضارة المايا – أظهرت نمطًا ثابتًا من السلوك التعبدي يدل على أصالة الميل إلى الإيمان.

ويقول في الختام:

“الإنسان لا يتعلم الإيمان، بل يتذكره، لأنه نداء فطرته الأول.”


النتائج والخاتمة (ص 18–20)

  1. الدين أصيل في الوجود الإنساني، لأن جذوره ممتدة في فطرة العقل والشعور.

  2. نظريات الإلحاد الغربي (ماركس، فرويد، دوركايم) فشلت لأنها فسّرت الدين في ضوء الظواهر لا الجوهر.

  3. الفطرة الدينية ليست "ميلاً بيولوجيًا" بل إدراكاً معرفياً ميتافيزيقياً سابقاً على التجربة.

  4. الإيمان لا يُزرع بالتلقين، بل يُستخرج بالوعي والعقل، فالدين وعي وجودي لا ثقافة مكتسبة.


🧭 الملخص التحليلي

المحور الفكرة الرئيسة النتيجة
موضوع الكتاب الدفاع عن أصالة الدين وفطرية الإيمان رفض فرضيات النشوء الأرضي
المنهج نقد فلسفي وعلمي للنظريات المادية الجمع بين النص القرآني والتحليل العقلي
القضية المركزية الدين وحي فطري لا منتج اجتماعي الفطرة أصل كل تجربة إيمانية
الهدف إثبات أن الإيمان خاصية تكوينية للإنسان الدين ضرورة وجودية لا خيار ثقافي

🌸 خلاصة فكرية

يرى السيد علي الحسيني أن الإيمان ليس فكرة بل بُنية، وأن الدين لا يمكن أن يُختزل في تفسيرات نفسية أو اجتماعية. فالميل إلى المقدس – كما يقول – “جزء من معادلة الخلق، لا من تفاعلات البيئة”.
وعليه، فإن رفض الدين هو في حقيقته انفصال عن الذات الفطرية لا تمرّد على فكرة مجردة.



أصالة الدين وفطرية الإيمان، دراسة نقدية لفرضيات نشوئه الأرضي ونكوينه البشري - السيد علي الحسيني أصالة الدين وفطرية الإيمان، دراسة نقدية لفرضيات نشوئه الأرضي ونكوينه البشري - السيد علي الحسيني