إضاءات في طريق الوحدة والتعايش

كتاب: إضاءات في طريق الوحدة والتعايش
المؤلف: الشيخ جعفر السبحاني
عدد الصفحات: 113
 

📘 ملخص كتاب: إضاءات في طريق الوحدة والتعايش
✍️ تأليف: العلامة الفقيه الشيخ جعفر السبحاني
📄 عدد الصفحات: 113

---

🌿 تمهيد الكتاب (ص 6–7)

يفتتح الشيخ جعفر السبحاني كتابه بالحمد لله والصلاة على النبي وآله الطاهرين، ثم يبيّن أن القرآن الكريم يمجّد الوحدة ويحذّر من التفرّق، وأنّ الدعوة إلى التوحيد العملي بين المسلمين واجبة شرعًا لما فيها من إزالة الشقاق وإطفاء نار الفتن.
يؤكد أن الخلافات الفكرية بين الطوائف لا ينبغي أن تتحوّل إلى خصومة وعداء، بل يجب أن تكون مجالًا للحوار والبحث الموضوعي، مستشهدًا بقوله تعالى:

«وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ...» (آل عمران: 103).

---

✳️ الفصل الأول: لماذا الخصام؟ (ص 8)

يطرح المؤلف سؤالًا جوهريًا:

لماذا يقع الخصام بين طائفتين تجمعهما عقيدة التوحيد وكتابٌ واحدٌ ونبيٌّ واحد؟
ويرى أن السبب يعود إلى تسلّل الشيطان بين المسلمين، وتحويل الاختلاف في بعض المسائل الاجتهادية إلى صراعٍ مذهبي مدمّر.
يؤكد السبحاني أن الخلافات لم تنشأ عن أصل الدين، بل عن الهوى السياسي، وسوء الفهم التاريخي، وإثارة الأعداء بهدف تفريق الأمة.

---

✳️ الفصل الثاني: لماذا لا نتعايش في ظل أصول الوحدة؟ (ص 9–10)

يبيّن المؤلف أن التعايش ممكن إذا التزم المسلمون بالأصول الجامعة بينهم، وأبرزها:

1. الاعتقاد بالله الواحد.

2. الإيمان بالرسول (ص).

3. القبلة الواحدة والقرآن الواحد.
   لكنه يرى أن الفتن الطائفية التي أشعلها أعداء الأمة منعت هذا التعايش، رغم أن الإسلام أمر به في نصوص صريحة.

ويحذّر من أن التنازع المذهبي لا يخدم إلا أعداء الدين، في حين أنّ الوحدة يمكن أن تبنى على أسس فكرية راسخة لا سياسية آنية.

---

✳️ الفصل الثالث: عناصر الوحدة الإسلامية (ص 10–19)

هذا الفصل هو جوهر الكتاب، وفيه حصر الشيخ السبحاني خمسة عناصر أساسية للوحدة بين المسلمين، وشرحها بتفصيل، مع الاستشهاد بالآيات القرآنية.

---

1. التوحيد ومراعاته (ص 14–15)

• التوحيد هو الركيزة الكبرى لوحدة الأمة.

• يبيّن المؤلف أن الإيمان بإلهٍ واحدٍ لا شريك له يقتضي وحدة الكلمة ووحدة الأمة.

• ويدعو إلى الانصياع للدليل لا إلى العصبية، لأنّ العصبية “تثير العداء والشقاق” وتبعد الأمة عن هدفها الإلهي.

---

2. النبوة العامة والخاصة (ص 15–16)

• الإيمان برسالة النبي محمد ﷺ هو المشترك الأعظم بين جميع المسلمين.

• يقول: إنّ وحدة الإيمان بالنبي تفرض وحدة الاتباع له في السلوك والقيم، ولا يصحّ أن يتحوّل الاختلاف في التفاصيل إلى انقسامٍ في أصل الدين.

• يورد الآية:

  «رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ...» (النساء: 165).

---

3. الإيمان بالمعاد (ص 16–17)

• المعاد أحد أركان العقيدة المشتركة.

• يوضح السبحاني أن الإيمان بالحساب والجزاء يرسّخ روح الأخوّة والتقوى، لأنّ كل مسلم يعلم أنه سيُحاسب على ظلمه وعداوته لإخوانه في الدين.

• يذكر أحاديث عن النبي ﷺ والإمام الرضا (ع) تؤكد أن الإيمان الحق لا يكتمل إلا بمحبة المؤمنين والتسامح معهم.

---

4. وحدة الشريعة (ص 18)

• الشريعة الإسلامية — رغم اختلاف المذاهب الفقهية — تشكل نظامًا واحدًا يقوم على مقاصد موحدة: العدل، الرحمة، وصيانة الحقوق.

• ويشير المؤلف إلى أن اختلاف الفقهاء في الفروع لا يمسّ أصل الشريعة، وأن هذا الاختلاف رحمة لأنه يوسّع دائرة الفهم.

• كما أن القوانين الفقهية في الإسلام — من طهارة وصلاة وزكاة وحجّ — متفقة في أصولها، مختلفة في جزئياتها، وهذا لا يبرر القطيعة.

---

5. وحدة القيادة (ص 19)

• يختم السبحاني هذا الفصل بالتأكيد على أن القيادة هي الركيزة الخامسة للوحدة، إذ ينبغي أن تُبنى على “المرجعية المشتركة للقرآن والسنة والعقل”.

• القيادة الإسلامية ليست طائفية، بل هي توجيه نحو طاعة الله ورسوله وأولي الأمر في إطار العدل والمصلحة العامة.

• يستشهد بقوله تعالى:

  «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» (النساء: 59).

---

🌸 خاتمة الكتاب

في الختام، يدعو المؤلف جميع العلماء والمثقفين إلى:

• نبذ أساليب التفرقة.

• نشر ثقافة الحوار العلمي الهادئ.

• تأسيس مؤسسات فكرية تعمل على تقريب المذاهب لا تفريقها.

ويختم بدعاء أن يُسهم هذا العمل في “إشاعة روح الأخوة الإسلامية الصادقة” التي دعا إليها النبي ﷺ، معتبرًا أن الوحدة الإسلامية عبادة عقلية وروحية لا شعارًا سياسيًا.

---

📊 الملخص التحليلي

---

✨ النتيجة

كتاب «إضاءات في طريق الوحدة والتعايش» يعدّ دعوة فكرية وفقهية رصينة من العلامة جعفر السبحاني لإحياء مفهوم الوحدة الإسلامية على أسس عقائدية ثابتة.
الكتاب يوازن بين التحليل العقائدي والواقعي، ويناقش أسباب الفُرقة، محددًا منهجًا عمليًا لتجاوزها عبر “العقل، والعقيدة، والشريعة، والقيادة”، ليقدّم رؤية عميقة تجمع بين الأصالة والواقعية في سبيل الأمة الواحدة.