الإمامة عند الحلي والقوشجي بين النص والاختيار

أضيف بتاريخ 12/20/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: الإمامة عند الحلي والقوشجي بين النص والاختيار
المؤلف: عبير جميل شرارة
عدد الصفحات: 321
 

📘 ملخص كتاب: الإمامة عند الحلي والقوشجي بين النص والاختيار
✍️ تأليف: عبير جميل شرارة
📄 عدد الصفحات: 321
📚 الناشر: مركز المصطفى (ص) العالمي للترجمة والنشر


🧭 الفكرة العامة

هذا الكتاب هو دراسة أكاديمية مقارنة بين نظرية الإمامة عند العلّامة الحلي (من المدرسة الإمامية) ونظرية الإمامة عند سعد الدين التفتازاني والقوشجي (من المدرسة الأشعرية)، مع تحليل مفصل لمفهومي النص الإلهي والاختيار البشري في مسألة الخلافة والإمامة.
تسعى المؤلفة إلى بيان كيف مثّل كل من الحلي والقوشجي منهجًا مختلفًا في النظر إلى أصل الإمامة:

  • فالحلي يراها امتدادًا للوحي وركنًا من أركان الدين.

  • بينما القوشجي يعدّها قضية سياسية اختيارية تترك للمسلمين بعد النبي ﷺ.


🕊️ مقدمة وتمهيد (صـ21–30)

تشرح الباحثة منهجها في دراسة الإمامة باعتبارها محور الخلاف المذهبي الأكبر في الفكر الإسلامي، وتؤكد أن التباين بين المدرستين لا يقف عند مستوى “من يتولى الحكم”، بل يمتد إلى الرؤية الكونية حول طبيعة الهداية الإلهية.

ثم تحدد أهداف البحث:

  1. دراسة أصول نظرية النص عند الحلي.

  2. تحليل منهج القوشجي في تبرير الاختيار.

  3. المقارنة بين الدليل العقلي والنقلي في المدرستين.


📖 الفصل الأول: أدلّة النص والاختيار عند الفريقين (صـ47–120)

يتناول هذا الفصل الأسس الفكرية لنظرية الإمامة في كلا الاتجاهين.

🔹 أولًا: الإمامة بالنص عند الحلي

  • يعتمد الحلي على الدليل النقلي والعقلي معًا لإثبات وجوب نصب الإمام بالنص من الله تعالى.

  • يورد أدلة من القرآن (آية الولاية، آية أولي الأمر، آية التطهير) ومن السنة (حديث الغدير، حديث المنزلة، حديث الثقلين).

  • يقرّر أن الإمام هو معصوم منصوص عليه كاستمرار للنبوة في حفظ الدين.

  • يستند الحلي أيضًا إلى قاعدة اللطف، معتبرًا أن اللطف الإلهي يقتضي وجود إمام معصوم يرشد الناس دائمًا.

🔹 ثانيًا: الإمامة بالاختيار عند القوشجي

  • يرى القوشجي أن الإمامة ليست أصلًا من أصول الدين بل فرع عملي، وأنها تثبت بالشورى والبيعة لا بالنص.

  • يستشهد بأحداث السقيفة بوصفها دليلًا عمليًا على اعتماد الأمة على الاختيار السياسي بعد وفاة النبي.

  • يرفض القول بالعصمة والإلهام، معتبرًا أن العصمة لا تثبت إلا للأنبياء.

ويعلّق الباحثة بأن منهج القوشجي قائم على تغليب المنطق الكلامي الجدلي، بينما الحلي يستخدم المنهج البرهاني الفلسفي-الكلامي.


🧠 الفصل الثاني: مسار النص والتأويل بين الفريقين (صـ121–198)

يحلل هذا الفصل منهج التأويل والاستدلال بالنصوص.

🔹 عند الحلي

  • يعتمد على جمع الأدلة النقلية وتحليلها وفق قواعد المنطق، ليبرهن أن النصوص النبوية (مثل الغدير والمنزلة) تدل على الإمامة الخاصة لعلي بن أبي طالب (ع).

  • يرفض التأويل المجازي الذي يلغى النص الصريح، ويعتبره تلاعبًا بالوحي.

🔹 عند القوشجي

  • يميل إلى تفسير النصوص تأويلًا رمزيًا لا نصيًا، فيجعلها فضائل عامة لعلي (ع) لا نصوصًا على خلافته.

  • يقدّم أحيانًا تأويلات عقلية تُسقط دلالة النص الصريح، كاعتباره أن حديث الغدير “نص على المحبة لا الولاية”.

تعلّق المؤلفة بأن هذا التأويل ناتج عن منهج جدلي دفاعي هدفه التوفيق بين الوقائع السياسية والعقائدية.


📚 الفصل الثالث: الموقف من الإمامة الإلهية لعلي (ع)

(صـ199–285)

يتناول الفصل مقارنة دقيقة بين منهج الحلي والقوشجي في إثبات أو نفي النص على علي (ع).

🔹 أدلّة الحلي

  • يقدم الحلي براهين عقلية ونقلية على وجوب الإمامة لعلي (ع):

    • حديث الغدير (من كنت مولاه فعلي مولاه).

    • حديث المنزلة (أنت مني بمنزلة هارون من موسى).

    • حديث الثقلين.

  • يبين أن جميعها تؤكد نصًّا صريحًا، وتدل على استمرار الهداية الإلهية بعد النبي عبر إمام معصوم.

🔹 رد القوشجي

  • يرد القوشجي بأن تلك الأحاديث لا تفيد النص القطعي على الخلافة السياسية، بل تشير إلى فضائل دينية.

  • يبرر موقف الصحابة بأنهم “اجتهدوا فأصابوا”، ويرى أن الخلافة ليست قضية دينية بل إدارية.


💡 النتائج والتحليل

في خاتمة الكتاب (صـ287–309) تخلص الباحثة إلى ما يلي:

  1. الخلاف بين الحلي والقوشجي جوهريّ في المنهج لا في الجزئيات.
    فالأول ينطلق من مبدأ الوحي واللطف الإلهي، والثاني من التجربة التاريخية والعقل العملي.

  2. نظرية النصّ عند الحلي أكثر انسجامًا مع مباني علم الكلام العقلي والفلسفي، إذ ترتبط بمفهوم العصمة والعدل الإلهي.

  3. نظرية الاختيار عند القوشجي تكرّس الطابع السياسي للإمامة، لكنها تعاني من ضعف الأساس المعرفي، لاعتمادها على وقائع متأخرة لا على النص النبوي.

  4. ترى الباحثة أن المشروعين يمثلان نموذجين لمدرستين متقابلتين:

    • المدرسة الإمامية (الحلي): العقل البرهاني والوحي المعصوم.

    • المدرسة الأشعرية (القوشجي): التجربة التاريخية والاجتهاد السياسي.


🪶 الخلاصة التحليلية

المحور رأي الحلي رأي القوشجي الموقف النقدي
مصدر الإمامة نص إلهي مباشر اختيار بشري شوروي النصّ أوثق وأرسخ
العصمة شرط ضروري للإمام خاصة بالأنبياء فقط نفي العصمة يضعف الشرعية
حديث الغدير نص على الولاية دالّ على المحبة اختلاف في hermeneutics
المنهج برهاني فلسفي عقلي جدلي كلامي دفاعي الأول أكثر انسجامًا علميًا

الخاتمة العامة

الكتاب يقدم دراسة مقارنة رصينة تُبرز تباين الرؤيتين حول الإمامة بوصفها أصلًا إلهيًا أو أمرًا دنيويًا.
وترى المؤلفة أن فهم هذا التباين ضروري لفهم جذور الانقسام المذهبي في الفكر الإسلامي، وتدعو إلى مقاربة علمية نقدية تضع النص والعقل في توازنٍ موضوعي بعيد عن التحامل المذهبي.



الإمامة عند الحلي والقوشجي بين النص والإختيار - عبير جميل شرارة الإمامة عند الحلي والقوشجي بين النص والإختيار - عبير جميل شرارة