الذين في قلوبهم مرض، في نظر المفسرين

أضيف بتاريخ 12/20/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: الذين في قلوبهم مرض، في نظر المفسرين
المؤلف: عبد الباقي قرنة الجزائري
عدد الصفحات: 307
 

📘 ملخص كتاب: الذين في قلوبهم مرض في نظر المفسرين
✍️ المؤلف: عبد الباقي قرنة الجزائري
📄 عدد الصفحات: 307


🧭 الفكرة العامة

الكتاب دراسة تفسيرية تحليلية تتناول موضوع "الذين في قلوبهم مرض" كما ورد في آيات متعددة من القرآن الكريم، مع مقارنةٍ بين تفسيرات المفسرين من مدارس فكرية مختلفة.
يركز المؤلف على تحليل طبيعة هذا المرض القلبي، هل هو شبهة فكرية أم شهوة نفسية أم نفاق اعتقادي، وكيف تعاملت التفاسير الشيعية والسنية مع هذا المفهوم.


📖 مقدمة المؤلف (صـ6–7)

يفتتح المؤلف بالحمد والثناء، ثم يوضح هدفه من البحث، وهو بيان منهج القرآن الكريم في تشخيص الأمراض القلبية التي تصيب الإيمان، مع استعراض تفسير العلماء لهذه الآيات.
ويشير إلى أن بحثه جاء نتيجة الخلاف بين المفسرين في تحديد المقصود بـ"المرض" و"الذين في قلوبهم مرض"، خاصة بين من يفسّرها بالمنافقين ومن يوسّع معناها لتشمل كل انحراف روحي أو عقدي.


🧩 المدخل (صـ8–20): كلام في التدبر في القرآن الكريم

يبدأ المؤلف ببيان أهمية التدبر في القرآن الكريم، معتبرًا أن التدبر ليس مجرد قراءة لفظية بل هو تفاعل فكري وروحي بين العبد والوحي.
ويستشهد بآيات تدعو إلى التفكر مثل قوله تعالى:

«أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها»

ويشير إلى أن القرآن الكريم يفسّر بعضه بعضًا، لذا يجب فهم آيات “الذين في قلوبهم مرض” في ضوء السياق القرآني العام الذي يتحدث عن النفاق والشك والخداع.

كما يشرح أن المفسرين الكلاسيكيين — كابن كثير، والزمخشري، والطبري — قد ركزوا على الجانب السياسي للنفاق في المدينة، بينما ركز المفسرون المتأخرون — كالطبرسي والفيض الكاشاني — على البعد النفسي والروحي للآية.


⚖️ الفصل الأول: مفهوم المرض القلبي

يعرّف المؤلف المرض القلبي بأنه حالة انحراف في الوعي والإرادة، تنشأ عن الشك أو حب الدنيا أو الكِبر.
ويستشهد بقول ابن القيم: "مرض القلب نوعان: مرض شبهة ومرض شهوة."
ثم يقارن هذا التعريف بموقف أئمة أهل البيت (ع)، الذين فسّروا المرض بأنه ضعف في اليقين أو خبث في النية، كما في تفسير الإمام الصادق (ع) لقوله تعالى:

«في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا» — أي زادهم الله جزاءً على نفاقهم.

ويبيّن المؤلف أن المرض القلبي في القرآن ليس حالة عقلية فحسب، بل هو موقف روحي وسلوكي يترجم في الموقف من الحق.


🌿 الفصل الثاني: موقع المرض في بنية النفاق

يتتبع المؤلف الآيات التي ورد فيها التعبير “في قلوبهم مرض”، مثل:

  • البقرة: 10

  • الأنفال: 49

  • الأحزاب: 12، 60

  • محمد: 29

ويخلص إلى أن هذا المرض ملازم للنفاق، وهو يعبر عن تلاعب داخلي بين الإيمان والكفر.
ويرى أن القرآن استخدم تعبير "القلب" بدل "العقل" لأن المرض مرتبط بمحور الإرادة والنية لا التفكير المجرد.

في الصفحة (صـ12–13) يشرح أن التدبر في هذه الآيات يكشف أن المنافقين يعانون من اضطراب نفسي ناتج عن ازدواجية الانتماء، فهم يظهرون الإيمان ويخفون التكذيب.

"المرض في قلوبهم ليس من نوع العجز العقلي، بل من فساد الإرادة والعاطفة، وهو الذي يجعل صاحبه يكره الحق بعد أن يعرفه."


🔎 الفصل الثالث: موقف المفسرين

يقوم المؤلف بمقارنة تفسير المفسرين من المدرستين:

المدرسة التفسير
المدرسة السنية (الطبري، الرازي، القرطبي) المرض هو النفاق أو الشك في الدين، وأصحابه المنافقون في المدينة.
المدرسة الشيعية (الطبرسي، القمي، الكاشاني) المرض هو ضعف الإيمان وميول النفس إلى الباطل، ويشمل كل من انحرف قلبه عن ولاية أهل البيت (ع).

كما يورد آراء معاصرة مثل السيد الطباطبائي في الميزان، الذي يرى أن المرض حالة تراكمية في النفس نتيجة مخالفة الفطرة والتقوى.


🧠 الفصل الرابع: دلالات المرض على ضوء التحليل النفسي والروحي

يتوسع المؤلف في هذا الفصل ليربط بين المفهوم القرآني والعلوم الحديثة في النفس والسلوك.
فيرى أن القرآن الكريم سبق علماء النفس في كشف علاقة الفكر بالضمير، وأن "المرض القلبي" يعادل في المصطلح الحديث الانفصام بين القيم والممارسة.

ثم يورد نماذج قرآنية لأصحاب هذا المرض:

  • المنافقون الذين خافوا الجهاد (الأحزاب:12)

  • المترددون في الإيمان (الأنفال:49)

  • الذين يخافون نزول الأحكام الشرعية عليهم (محمد:29)

ويؤكد أن العلاج القرآني هو تزكية القلب باليقين والصدق والعمل الصالح.


💬 الفصل الخامس: تطبيق المفهوم على الواقع التاريخي

يخصص المؤلف هذا الجزء لربط الظاهرة بالنزاع السياسي بعد وفاة النبي (ص).
ويشير إلى أن بعض المفسرين رأوا في "الذين في قلوبهم مرض" إشارة إلى فئة من الصحابة الذين خالفوا الوصية الإلهية في الولاية، مستشهدًا بتفاسير الإمامية التي تربط بين المرض القلبي وموقف الناس من علي (ع).
وفي المقابل، يذكر أن بعض التفاسير السنية حصرت المفهوم في المنافقين زمن النبي فقط.


🕊️ الخاتمة

يخلص المؤلف إلى أن عبارة “في قلوبهم مرض” تعبّر عن مرض مركب من الجهل والعناد والهوى، وأنها لا تخص زمانًا أو قومًا، بل تشمل كل من ينحرف عن الحق بعد معرفته.

ويؤكد أن العلاج يبدأ من الإيمان الواعي والتزكية المستمرة، لأن القلب هو مركز الإخلاص والنية.

“القلب هو ميزان الإنسان عند الله، فمن صلح قلبه صلح عمله، ومن مرض قلبه فسدت رؤيته.”


🪶 الملخص التحليلي

المحور المضمون النتيجة
مفهوم المرض انحراف في الإرادة لا في الإدراك المرض حالة نفسية إيمانية
المرض والنفاق المرض مقدمة للنفاق الأكبر المنافقون يمثلون النموذج الأوضح
منهج المفسرين تنوع بين السياسي والنفسي والعقدي القرآن جمع الأبعاد كلها
العلاج القرآني الإيمان الصادق + التزكية + العمل الصالح شفاء القلوب يكون بالرجوع إلى الله

خلاصة القول

كتاب الذين في قلوبهم مرض في نظر المفسرين هو دراسة قرآنية فكرية عميقة تجمع بين التحليل التفسيري والقراءة النفسية الأخلاقية.
وقد نجح المؤلف في تقديم عرض شامل يوازن بين النص القرآني وتفسيرات العلماء، ليؤكد أن “المرض القلبي” في القرآن ليس مجرد نفاقٍ سياسي أو شكٍ عقلي، بل هو مرض روحي متجدد في كل زمان.



الذين في قلوبهم مرض، في نظر المفسرين - عبدالباقي قرنة الجزائري الذين في قلوبهم مرض، في نظر المفسرين - عبدالباقي قرنة الجزائري