الشهادة الثالثة

أضيف بتاريخ 12/25/2023
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: الشهادة الثالثة
المؤلف: الشيخ محمد السند
الجزء الأول
الجزء الثاني


تقريظ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أخذ الإيمان برسالة خاتم أنبيائه ديناً في ميثاقه على جميع أنبيائه لإعطاءهم النبوة حيث قال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (١). فكان جميع الأنبياء والرسل على دين محمد ﷺ، وقد جعل تعالى من أصول هذا الدين والديانة أيضاً ولاية وصيه عليا الله حيث قال: ﴿يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٢) وقال تعالى ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأَسْلامَ دِيناً (۳) فجعل الولاية من الدين الواحد الذي بعثت به جميع الأنبياء لا من مختصات الشريعة الأخيرة. ثم الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين لكل الأزمنة والبيئات البشرية إلى يوم القيامة الذي قال تعالى في شأنه وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (۱) فقرن ذكره بذكر الله تعالى حيث ما يذكر، فرفع ذكره في الأذان مع ذكره تعالى كما قرن اسمه باسمه في العرش، وعلى آله المطهرين الذين أذهب عنهم الرجس والذي قال تعالى في شأنهم ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ ... (۲) وقال فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ (۳) وقال رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله (٤)، فرفع الله تلك البيوت و التي هي رجال معصومون من الرجس مطهرون، كما رفع ذكر نبيه فقرن الشهادة بولايتهم بالشهادتين. فجعل حقيقة التشهد في شريعة الإيمان هي الشهادات الثلاث ونعت أهل الإيمان بقوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ) (٥) فجمع لفظ الشهادة . وبعد: فهذا الكتاب سفر استدلالي في الآيات والروايات والسيرة وفتاوى المتقدمين حول الشهادة الثالثة في الأذان وتشهد الصلاة، قد قام جناب الفهامة اللوذعي نجم الأفاضل الشيخ علي الشكري دام توفيقه بتقريره بعدما عرض لي مجموع من التساؤلات حول الوجيزة التي كنت كتبتها في ذلك وطبعت عام ١٤١٨هـ.ق فوجدت الإجابة عليها تكون كتاباً مستقلاً وقد كتب التوفيق الإلهي أن وقفنا على شواهد روائية وموارد للإستدلال لم يقف عليها البحث الفقهي من قبل. فأرجو منه تعالى له المزيد من التوفيق والنجاح لخدمة الدين ومنهاج الحق والهدى. محمد السند ه / ربيع الأول / ١٤٢٦هـ .ق