كتاب: مشارق الأمان ولباب حقائق الإيمان
المؤلف: الحافظ رجب البرسي
عدد الصفحات: 328
الحمد لله المتفرد بالأزل والأبد والصلاة على أول العدد الواحد الصادر عن حضرة الأحد محمد وآله الذين لا يُقاس بهم من الخلق أحد، وبعد. يقول الواثق بالفرد الصمد رجب الحافظ البرسي أعاده الله تعالى من الحسد وآمنه يوم يفر الولد من الوالد والوالد من الولد : اعلم أن بعض الحاسدين الذين ليس لهم حظ من الدين من باب كاد الحسد أن يغلب القدر لما بسطت لهم بساط تجويد الكتاب المجيد وكان مطويا عنهم، أخذوا بطرفيه وأزاحوني، وتعلموه مني ورفضوني، ولما نشرت لهم منشور السر المخزون من الأخبار وكشفت بواطن أسرار الآثار التي لا ينكرها إلا الجاهلون حسدوني وكذبوني ولاموني وملوني وسئموني وساموني وكلما وضعت لهم سرير التواضع ومددت لمودتهم يمين الخاضع جزموا بعامل البحر ودي وحفظوني ونكروني بعد إذ عرفوني وأنكروني بعد إذ عرفوني (١) . ولا ذنب لي غير أني رويت زبد الأخبار فذاع شذاها وضم حطينا وضاع شذاها وضمخ طيبا ففاحت نورًا ولاحت أنوار وأقبل منها الغليل وبل العليل وذلك لأنها من المتشابه الذي تضطرب لإيراده القلوب السقيمة وتطرب لسماعه الأسماع السليمة إذ لا حظ للمزكوم نفحات العنبر المشموم وذلك كما قيل : ومــــن يــــك ذا فـــــم مــــــريـــــض يجد مرا به الماء الزلا لا (۲) (1) لاحظ استعماله التضمين من مفردات النحو وهو الذي أشرنا إليه في المقدمة وسيمر علينا بعضه كثيرا . (۲) البيت لأبي الطيب المتنبي من قصيدة له . ۳۱ فحمل بعض ما أوردت جهلا بما أوردت قوم من القردة إلى آخرين من الحسدة وأداها من لا يعلم إلى من لا يفهم والمرء عدو ما جهله (۱) . وأوصلوها بلسان البغضاء إلى الأخوان من الفقهاء، وهم أهل المذهب والمنهاج الذي ما له من هاج لكن لا يلزم من معرفة علم واحد معرفة سائر العلوم (۲) وكل ميسر لما خلق (٢) .
