خلفاء الرسول

أضيف بتاريخ 02/24/2024
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله
المؤلف: الشيخ علي آل محسن
عدد الصفحات: 342


فإن الناظر في كتب التراث الديني يجد كما وافراً جدا من الأحاديث التي ذكرت الخلافة، وبينت عدد الخلفاء، وما يجب لهم على الناس من السمع والطاعة، وغير ذلك. وعندما نعقد مقارنة بسيطة بين الخلفاء عند أهل السنة والخلفاء عند الشيعة الإمامية، نجد أن هناك بوناً شاسعاً بين ما اشترطه هؤلاء وما ذكره أولئك، ففي الوقت الذي يرى الشيعة أن الإمام يجب أن يكون منصوصاً عليه، ومعصوماً من الزلات والذنوب، وأن يكون متصفاً بصفات عالية من الكمالات التي لا يتصف بها إلا الأنبياء الله ، نرى أنه يجوز عند أهل السنة أن يتولى أمور المسلمين الفاسق الفاجر الظالم الغاشم. ولأجل ذلك كان من الضروري لكل باحث أن ينقح معنى الخلافة من جوانبه المختلفة في اللغة والشريعة، ثم يتأمل في آيات القرآن الكريم، والأحاديث المختلفة، التي صححها المتخصصون في فن الحديث؛ ليرى هل هذه النصوص تُعيّن أشخاصاً مخصوصين كخلفاء على المسلمين بعد رسول الله ﷺ ، أو أنها تركت للمسلمين أن يختاروا من شاؤوا ؟ وهل بينت الأحاديث عدداً معيناً للخلفاء، أم لا؟ وهل ذكرت مجموع الصفات التي ينبغي توفرها في كل خليفة يحكم بلاد المسلمين، أو أنه يجوز لكل رجل أن يتسم هذا المنصب إذا تسلّط على الناس بالقهر والغلبة؟ ولكن إذا أردنا أن ننظر في الأحاديث المروية عن رسول الله الله في الخلافة والخلفاء، فلا بد أن نتنبه إلى أن جملة وافرة من الأحاديث التي تعتبر صحيحة في أذهان كثير من الناس اختلقت لصالح حكام الدولتين الأموية والعباسية، الذين أرادوا باختلاق تلك الأحاديث إقناع الناس بشرعية خلافتهم، وإلزامهم بوجوب طاعتهم، والتسليم لهم وإن رأى الناس منهم ظلماً وجوراً، وفساداً، وفسقاً معلناً، وفجوراً ظاهراً، وعبثاً بأموال المسلمين، واستعباداً للناس، ومصادرة لحقوقهم وحرياتهم. ومما يؤسف له أن هذه الأحاديث دوّنت في أهم كتب الحديث وأشهرها، وصارت تُدرَّس في الكتاتيب، ودور الحديث، والمدارس، والجامعات، وتلقى على الناس في الجوامع والمساجد، ويؤكد عليها في الكتب الأخرى، والصحف والمجلات، وتبث في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة؛ لئلا تغيب عن أذهان كل فئات المجتمع، وليعلم الجميع أن من يعترض على الحاكم، فضلاً عن أن ينقلب عليه، فإنه يبوء بغضب الله تعالى وسخطه، وسخط رسوله ، وأنه شاق للطاعة، ومفرق للجماعة، وخارج عن ربقة الإسلام، وإنه إذا مات كذلك فإن ميتته تكون جاهلية، وأنه يجب على جميع المسلمين قتاله وقتله، وأنه ومن معه فئة باغية.

khulafa' alrasul s khulafa' alrasul s