كتاب: الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
تأليف: الملا صدرا صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي
الناشر: دار احياء التراث العربي
الطبعة: الرابعة 1990م
الجزء الاول – الجزء الثاني – الجزء الثالث – الجزء الرابع – الجزء الخامس – الجزء السادس – الجزء السابع – الجزء الثامن – الجزء التاسع
بسم الله الحي القيّوم، ذي الجلال والإكرام، والصلاة والسلام على النبي الأكرم، وآله صفوة الأنام، مصابيح الظلام، وسفن النجاة، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا.
📘 كتاب: الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
تأليف: صدر المتألهين الشيرازي (المعروف بالملا صدرا)
الناشر: دار إحياء التراث العربي
الطبعة: الرابعة – 1990م
عدد الأجزاء: 9 مجلدات
🌟 تمهيد:
إنّ هذا السفر الفلسفي العظيم يُعدّ من عيون الحكم، ورحيق العرفان، وغرر المعقول، ونفائس المنقول. ألّفه الحكيم الإلهي صدر المتألهين الشيرازي (قدس سره) وهو في أوج نضجه الفكري، فكان الأسفار الأربعة خلاصة عمره، وزبدة رياضاته، ومنتهى تأملاته، حتى قيل: من لم يقرأ «الأسفار» لم يذق لباب الفلسفة الإلهية.
📚 حول التسمية:
سمّاه المؤلف «الأسفار العقلية الأربعة» إشارةً إلى السفر الروحي الربّاني الذي يطويه العارف السالك:
-
السفر من الخلق إلى الحق: عبر تجاوز المحسوسات والظواهر إلى الذات الإلهية.
-
السفر في الحق بالحق: أي في معارج معرفة الله وصفاته وأسمائه.
-
السفر من الحق إلى الخلق بالحق: حيث يرجع السالك ليبلغ غيره.
-
السفر في الخلق بالحق: وهو التصرّف في العالم بنور العرفان.
🗂️ محتوى الأجزاء بإجمال:
1. الجزء الأول – في الوجود ومباحثه العامة:
يتناول نظرية الوجود، التشكيك، أصالة الوجود مقابل أصالة الماهية، وهي لبّ نظرية الملا صدرا. يناقش فيه المدارس الفلسفية السابقة ويؤسس لفهم جديد للوجود.
2. الجزء الثاني – في الماهية وأحكامها:
يبسط القول في الماهية، وأقسامها، وحدودها، والفرق بينها وبين الوجود، كما يتطرق إلى قضايا الحركة والعلّة والمعلول.
3. الجزء الثالث – في الجوهر والعرض:
يفصّل الكلام في أقسام الجواهر والعوارض، مع بسط لمباحث الكمية والكيفية والإضافة والوضع وغيرها.
4. الجزء الرابع – في النفس الإنسانية:
وهو من أعمق الأسفار، يحقق فيه اتحاد العقل والعاقل والمعقول، ونشأة النفس، وبقائها بعد الموت، والمعاد الروحي والجسماني، ونظرية الحركة الجوهرية.
5. الجزء الخامس – في العقل والمعقولات:
يعرض مراتب العقول، والفرق بين العقل النظري والعقل العملي، ويتناول مباحث الإدراك والتجريد والوجود الذهني.
6. الجزء السادس – في ما وراء الطبيعة:
يحاكي فيه العرفان النظري، فيبحث في المبدأ الأول، الصفات الإلهية، الأسماء الحسنى، والتوحيد، ويقارب بين الفلسفة والعرفان.
7. الجزء السابع – في النبوة والوحي والإمامة:
يحقق الملا صدرا في النبوة من زاوية فلسفية، ويتناول الإمامة كامتداد لها، مع تلميحات تربط بين الإمام والنفس الكاملة.
8. الجزء الثامن – في المعاد:
يثبت المعاد الجسماني بالبرهان العقلي، ويتناول النعيم والعذاب، والبرزخ، والعوالم الثلاثة: الدنيا والبرزخ والآخرة.
9. الجزء التاسع – خلاصة وملاحق:
فيه استدراكات وتقريرات تلامذته، ومتابعات منهجية لبعض الإشكالات المتأخرة.
🧠 الخصائص المنهجية للكتاب:
-
❖ الدمج بين البرهان والعرفان والقرآن: وهو أبرز سمة في "الحكمة المتعالية".
-
❖ نقد الفلاسفة والمتكلمين: لا سيما ابن سينا، والفخر الرازي، والغزالي.
-
❖ تجديد في فهم المعاد، النفس، والحركة الجوهرية.
-
❖ تداخل واضح بين فلسفة المشاء والإشراق والعرفان النظري.
💡 أهم إبداعات صدر المتألهين في الأسفار:
-
نظرية أصالة الوجود وتشكيكه: خلافًا لمن يرى أصالة الماهية.
-
الحركة الجوهرية: أن الجواهر (لا الأعراض فقط) في تحول دائم.
-
اتحاد العقل والعاقل والمعقول: وهي من دقائق الحكمة المتعالية.
-
المعاد الجسماني الروحي: يرى أن الروح تُعيد جسدها المناسب في النشأة الأخرى.
📌 مكانة الكتاب:
-
هو الذروة الفلسفية في مدرسة الحكمة الإلهية.
-
أضحى مرجعًا لا يُستغنى عنه في الحوزات العلمية ومراكز الفلسفة الإسلامية.
-
لا يزال إلى يومنا هذا مدار التدريس والشرح والتعليق من كبار المحققين.
🔚 خاتمة:
الأسفار ليست مجرد كتاب، بل هو رحلة عقلية وروحية، وسلوك فكري وسلوك عرفاني، يرقى بالإنسان من حضيض الحسّ إلى ذروة القدس.
فجزى الله صدر المتألهين عنا خير الجزاء، فقد أحيا علومًا اندثرت، وفتح أبوابًا من الحكمة كانت موصدة.
والله وليّ التوفيق، ولا تنسونا من دعوةٍ في حضرة العقل والروح.