كتاب: تاريخ الوعي مقاربات فلسفية حول جدلية ارتقاء الوعي بالواقع
تأليف: مونيس بخضرة
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون – منشورات الاختلاف – مؤسسة محمد بن راشد
عدد الصفحات: 297
الحجم: 4.4 MB
نبذة عن الكتاب
"تاريخ الوعي: مقاربات فلسفية حول جدلية ارتقاء الوعي بالواقع" هو عمل فلسفي للكاتب مونيس بخضرة، يطرح فيه رؤية عميقة حول تطور الوعي الإنساني وتفاعله مع الواقع. الكتاب ينطلق من فرضية أن الوعي ليس سكونيًا بل هو عملية ديناميكية تعكس التغيرات الاجتماعية والثقافية عبر العصور.
أهم محتويات الكتاب
1. مفهوم الوعي
يستعرض الكاتب مفهوم الوعي من منظور فلسفي، حيث يبحر في تاريخه ونشأته. يتطرق إلى كيفية تشكيل الوعي من خلال التجارب الفردية والجماعية، وكيف أن الثقافة والمجتمع يلعبان دورًا بارزًا في تشكيل هذا الوعي.
2. جدلية الوعي والواقع
يتناول الكتاب الجدلية القائمة بين الوعي والواقع، متسائلًا عن كيفية تأثير الواقع على الوعي والعكس. يستند بخضرة إلى أمثلة تاريخية وفلسفية لدعم رؤيته، موضحًا كيف يمكن للوعي أن يساهم في تغيير الواقع.
3. الفلسفات المختلفة عن الوعي
يوضح الكاتب الفلسفات المتعددة المتعلقة بالوعي، بدءًا من الفلسفات القديمة وصولًا إلى الحديثة، وكيف أن كل منها يبرز جوانب مختلفة من تجربة الوعي. يناقش كيف ساهم الفلاسفة مثل ديكارت وهيوم في تشكيل فهمنا الحالي للوعي.
4. تطور الوعي عبر الزمن
يغوص الكتاب في تاريخ تطور الوعي عبر العصور المختلفة، مشيرًا إلى كيفية تأثر الوعي بالتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. يشدد على أهمية فهم هذا التطور لتحليل الوضع الراهن وفهم الحاضر.
5. التأثيرات المعاصرة على الوعي
يناقش بخضرة كيف تؤثر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على شكل وعي البشر اليوم. كما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الوعي الفردي والجماعي في العصر الرقمي.
خاتمة
"تاريخ الوعي" كتاب ثري بالأفكار الفلسفية والنقاشات العميقة حول طبيعة الوعي وتأثيره على مجريات الحياة. يعتبر مرجعًا مهمًا للمهتمين بالفلسفة وعلم النفس والاجتماع، حيث يقدم رؤى جديدة لفهم الواقع من خلال منظور الوعي.
هذا التلخيص بالذكاء الاصطناعي وهو غير دقيق، يرجى التنبه لذلك والاعتماد على قراءة الكتاب.
من مقدمة الكتاب: لا بد أن نفهم، بالطبع، على نحو ما حدث في تاريخ الفلسفة الغربية، على أن الفلسفة هي التي تصنع الكيان الحضاري والثقافي للمجتمعات، سواء في المجتمعات الشرقية أو الغربية، بما يتماشى مع منطق وعيها الداخلي، وهي بذلك قادرة على تأسيس مقومات الفعل الفلسفي في المجتمعات العربية. فمن خلال تقديم هذا الكتاب بمباحثه المختلفة، والذي نراه يساهم في هذا الفعل وينخرط في صياغة منافذها لتتطابق مع مواضيعها الثرية، من أجل فلسفة عربية راهنة، تحمل هويتنا وهمومنا وإشكالياتنا، من خلال الإستفادة من الحركة الفلسفية الكبرى عبر تاريخها الطويل، والإهتمام في نفس الوقت بأهم إشكالياتها التي كانت دافعة على التشكيل والبناء، وإسقاطها على وقائعنا، لعلها تساهم في خلق الفعل الفلسفي هنا، والتي يحاول أيضا أن يكشف عن طبيعة وعينا الفلسفي الراهن، سواء حيال الموجودات، أو حيال علاقاتنا متشابكة في جميع الأصعدة، وأن يكشف عن موقعنا من التفكير الفلسفي العالمي الدائر، وعن الطبيعة النوعية للمعرفة الفلسفية وفق الأسئلة التالية: هل هناك علاقة فعلية وصحيحة تربطنا بالفكر الفلسفي؟، وما مدی راهنية الفلسفة في مجتمعنا العربي المعاصر؟، وإلى متى نصير نتعامل مع قضيانا معاملة فلسفية؟، ولماذا لا فلسفة هنا؟، ومتی توجد فكر فلسفيا نعبر به عن وجودنا؟، وإلى متى تبقى الفلسفة بعيدة عن وعينا الإجتماعي؟، وما علاقتنا بالفكر الفلسفي العالمي؟، وكيف يمكن لنا أن نستثمر مقولات الفلسفة في مجتمعاتنا؟، وعن الكيفية التي تستخدمها الفلسفة في توظيف مقولاتها في بناء الواقع؟، ومتى تتدخل الفلسفة لإصلاح الواقع لتجعله مسرحا لها؟. هي فقط بعض الإشكاليات من ضمن الكثير من الإشكاليات التي لها علاقة بهذه الأزمة. لمحاولة الإجابة عن هذه الإشكاليات، إتجهنا من خلال فصول هذا الكتاب، إلى إستعراض بعض المواقف الخاصة من بعض الإشکایات الجوهرية التي يعيشها الوعي العربي المعاصر، عن طريق مجابهتها مع أهم المواقف الفلسفية في تاريخ الفلسفة، وهو ما تعرضنا له في الفصل الأول بعنوان: نحن والفلسفة، من خلال إيضاح أهم الإشكاليات العويصة التي تتخبط فيها المجتمعات العربية المعاصرة، والتي نراها تعيق تقدمه وتحققه لما هو مرجوا من وجودها، وهذا إيمانا بما تمتلكه الفلسفة من قدرة على تقديم المصوغات المناسبة لعقدها، وقدرة فضح المستور من الواضح، ومن أهمها إشكالية، الإكتفاء بما هو حسي وجعله معيارا الوحيد للوجود الفعلي، وإشكالية التفاوت بين المدن ونموه بين أفرادها، وإشكالية العنف وتعاظمه في طبقات المجتمع العربي، سواء كان مفهوما أو عاملا أو تجليا، وامتزاجه بظواهر مماثلة أخذ شرعيتها وأحكامها، وإمكانية جعل التسامح ممكنا بما فيه من قيم، وإشكالية ثنائية العقل والنقل، التي لا زالت تشغل العقل العربي إلى حد الآن والعمل على تعرية بعض أهم الأعمال الفكرية الجزائرية الهامة، التي تندرج ضمن الأعمال التحديثية والتنويرية المناسبة، كأعمال المفكر شايف عكاشة المتخصصة في تاريخ الأديان، وأعمال الأمير عبد القادر الأصيلة، وأعمال المفكر عمر مهیبل المابعد حداثية. ولو أننا نعمل على فهم هذه المطالب وسياقاتها الواسعة، وأمعن النظر في المرحلة التي بلغها مستوى وعينا بذاته في الوقت الراهن، حتما سندرك أنه لا يزال في مستوياته المعرفية الأولى، على أنه لم يستطيع أن يتجاوز المرحلة الحسية من مشوار تكونه عبر التاريخ، وهذا رغم وجوده منذ زمن بعيد، منذ أن وجد النوع البشري هنا. إن كل المؤشرات اليوم تدل على أن الوعي الجزائري، يمر بمرحلة حساسة وهامة في نفس الوقت، وهو يعيش مخاض إرتقائه لمرحلة أفضل، مرحلة ستظهر في نمط الفكر الكلي لهذا المجتمع، وفي نمط الحياة الراقية والهادئة، وفي طريقة التعبير عن الشعور العام، شعور الإستقرار المصاحب بنشوات الإرتقاء نحو الأفضل، نحو بلوغ الطموحات، وهذا لا يتسنى إلا عن طريق الإرتقاء في سلم المعرفة والتفكير، الآن وعينا يعمل على تجاوز الحياة الحسية المتغيرة وغير مستقرة على الدوام، الذي عاشها طويلا في الفكر، أي أنه يتجاوز المباشرة، ويتجاوز رضى اليقين وسكينته، وتوافقهما مع وجودنا الكلي، في الداخل والخارج على حد سواء، ليتخلص من معاناة إنعكاسه على ذاته، دون أن يؤس ماهیات الفعله الواعي، بل هو يعمل الآن ليتجاوز ذلك الإنعکاس، لأنه ليس من طبيعته عصر...