تلخيص مقباس الهداية، للعلامة المامقاني

أضيف بتاريخ 02/23/2024
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: تلخيص مقباس الهداية، للعلامة المامقاني
المؤلف: الأستاذ علي أكبر الغفاري
عدد الصفحات: 281


تقدمة: الحمد لله على ما ألهمنا مِنْ ذِكرِه ، وأَوزَعَنا مِنْ شُكرِه، وَ وَفَقَنَا لِطَاعَتِه، و جعلنا من رواد العلم ورادته، وحَبَّبَ إلينا تعلم الحديث وروايته، فَنَسَأَلَهُ أَن يُنور أبصار قلوبنا بضياء فهمه و معرفته ، وأن يرزقنا التوفيق لرعايته و درايته. والسلام على أمين وحيه و رسالته، وعلى آله المعصومين من عترته، أركان دينِ اللهِ وَ أَقمار سَماءِ هدايته ، وعَلَى مَن والاهم من الصحابة والتابعين و من حذا حَذْوَهم إلى يوم الدين. أما بعد: فهذا تلخيص كتاب مقباس الهداية الذي صنفه العالمُ الرَّبَّانِيُّ الشيخ عبد الله المامقاني - قدس سره - ولقد كنتُ بُرهَةً مِنَ الزَّمان التمس كتاباً جامعاً في علوم الحديث و اصطلاحاته و درايته يُناسب التدريس، ولم أجد بعد فحص ومراس كتاباً أكمل ولا أحسن ولا أوفى بالغَرَضِ من المقباس، لاستيعابه جميع المسائل؛ و إيراده أقوال العلماء والفطاحل، الأواخر منهم والأوائل ؛ ثم بسطه الكلام والتحقيق حول آراء القوم ونظرياتهم بعد نقل البينات وبراهينهمْ؛ وَإِنْسَانِهِ بِالشَّاهِدِ والمثالِ لِتَفْهِيمُ الكَلامِ و توضيح مقالهم ؛ وتعيينه معاقد الإجماع و موارد خلافهم ؛ وتمييزه الحق من الباطل بين آرائهم ، بيد أنه أورد استطراداً للباب أبحاثاً عِلْمِيَّةٌ قد تُخْرِجُهُ عَنِ مَـوضوع - الكتاب، بَلْ مِنْ مَبَاحِثِ أُصُولِ الفِقْهِ وَالاجتهاد و مسائل علم الكلام، التي كانت لها صلة ما بالمقام، وأَطالَ البَحْثَ وَالتَّنْقِيبَ لَدَى الاختلاف وما كان فيه خلاف، و مِنْ أَجْلٍ تلك الأمور صار الكتاب كَبِيراً ضخماً يَضِيقُ عَنْهُ مَجالُ زَمَانِ التَّعَلُّمِ والتعليم، لاسيما في المجامع الرسمية التي يكون الوقتُ فيها مضبوطاً معلوماً دُونَ أَيَّ تأخير ولا تقديم ، والمؤلف - رضوان الله تعالى عليه وإن كان مُصِيباً مُتَّقِناً لِما أَلَّفَ و أجاد، متاباً مأجوراً فيما صَنَّف و أفاد ، لكن لكلِّ أَمْرٍغايَةٌ، وَلِنشاط الأستاذ وَوَقْتِ التلميذ نهاية، وما فضل عن الاحتمال ، دعا إلى الإستثقال والملال، بل إلى العجز والكلال. والكتاب مَعَ كَثْرَة فوائده، وَ مَزِيدِ فَرائِدِهِ، وَ وَفْرَة عَوائِدِهِ، وَ شِدَّة مسيس الحاجة إِلَيْهِ، وَفَقَدَانِ مَا يَسُدُّ مَسَدَّه ، يَقْصُر عَنْهُ - مَعَ الأَسَفِ الأَمَدُ المَفْرُوضُ التدريس، فلابد للمدرس له مِنَ التلخيص، والاقتصار في دراسته على الله والنفيس، و اختيار ما ليس عنه محيص، ورأيتُ أَنَّ ذلِكَ الأَمْرَ عَلَى مَن لَه إلمام بتلك الدروس لواجب، إذا لم يكن يعوقه حاجب، فَلَمَّا سَأَلَنِي بَعضُ الأَجِلَّة في «الجامعة الصادقية» تقديم كتاب وجيز مُختصَرٍ لِهَذَا الغَرَضِ ، عَلى ذلِكَ النَّظْمِ، صَرَفْتُ صَوبَ العَمَل عنان العزم، وَلَيْسَ لِي مِنْ هَذَا الأمر الآحُسْنُ الاختيار، وَ مَعَ سُرْعَةِ العَمَلِ جَودَةُ الاختصار، وتوضيح مالا بُدَّله من البيان بالاقتصار . ثمَّ رَأَيْتُ الصَّلاحَ في إِعْجَامِهِ، تَيْسِيراً لِمُعْتَنِقِيهِ وَتَسْهِيلًا لِمُقْتَطِفِي ثِمار محاسنِه وَ لاسيما الناشئين الكرام، فَإِنَّ الشَّكْلَ يَرْفَعُ الإشكال، والإِعْجَامَ يَمْنَعُ - الاسْتِعْجَامَ وَيُرِيل الإبهامَ وَيَضَعُ الكِتابَ لِلْباحِثِ المُجِدِ عَلَى طَرَفِ الثَّمَامِ، وَاللَّهُ تعالى ولينا ومُعِيننا في البَدْءِ وَ الختام. و ألحقت به رسالتين : الأولى في تاريخ تدْوينِ الحَدِيثِ وَ كِتَابَتِهِ، وَالأُخرى في فقهه و درايته، و وازرني في أمور طبعه وتصحيحه غَيرُ وَاحِدٍ مِنَ الفُضَلَاءِ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ مِنَ الأعلام والنقباء، والسَّلامُ عَلَى محمد و آله الأَصْفِياءِ النَّجَباء. علی اکبر الفقاری

talkhis miqbas alhidayati, lilealamat almamaqani talkhis miqbas alhidayati, lilealamat almamaqani