دروس في علم الدراية

أضيف بتاريخ 04/20/2024
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: دروس في علم الدراية
المؤلف: الشيخ أكرم بركات العاملي
عدد الصفحات: 201


إن أهمية علم الدراية تكمن في كون محوره الأساس هو السنة الشريفة التي تحتل الموقع الثاني في الشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم. من هنا حظي هذا العلم باهتمام علماء الأمة الأعلام الذين الفوا فيه الكتب الكثيرة التي زخرت بها المكتبة الإسلامية. لكن رغم هذا فإنه لم يحتل موقعه المناسب كمادة دراسية أساسية في الحوزة العلمية أعزها الله تعالى. ولعل البعض يبرر هذا الأمر بكون طلاب الشريعة المقدسة يتعرفون على مفردات هذا العلم من خلال دراستهم في الكتب الفقهية، وإن كانت هذه المعرفة تحصل بشكل مبعثر غير منظم، لكن من الواضح أن هذا لا ينسجم مع المنهجية الدراسية الصحيحة. من هنا لوحظ في السنوات الأخيرة اقبال كبير على التعرف على هذا العلم بشكل مستقل وموضوعي. وقد كان لي شرف تدريس علم الدراية عدة مرات كانت بدايتها مع كتاب «الرعاية» للشهيد الثاني (ره)، إلا أني لاحظت خلال تدريسي هذا الكتاب إنه رغم متانته العلمية، فإنه لا يصلح كمادة دراسية من جوانب عديدة، فموقعه المناسب هو وع المال 6 كونه كتاباً مرجعياً في هذا العلم. وكان هذا الأمر هو السبب في عدولي عن تدريسه مرة أخرى لأدرس كتاباً آخر كتبه أحد العلماء المعاصرين، لكني لم أجد في هذا الكتاب بديلاً مناسباً عن كتاب «الرعاية»، لعدة جهات يلمسها القارئ له المتأمل فيه، مما اضطرني بعد تدريسه أن أبحث عن كتاب آخر يروي ظمأ طالب هذا العلم، ويكون صالحاً ككتاب دراسي، لكني لم أتوفق إلى ذلك . فشمرت ساعد الجد، وكتبت متناً دراسياً يتلافى الملاحظات الموجودة في الكتب الأخرى، وبعد تدريسه شجعني بعض الإخوة الأعزاء على اخراجه مطبوعاً كي يستفاد منه كمتن تدريسي في هذه المادة الجليلة في الحوزة العلمية فقمت بإعادة صياغته مجدداً أثناء تدريسه مرة أخرى ليخرج بهذه الحلة التي عليها الآن. وقد سميته «دروس في علم الدراية» ليتلاءم الإسم مع الهدف الذي لأجله دونته. ويتميز هذا الكتاب عن أقرانه بجوانب عديدة أترك معرفتها للقارئ الكريم راجياً منه أن يتفضل علي بملاحظاته البناءة ليتكامل من خلالها هذا الكتاب. وأخيراً ... فإن الجهد المتواضع في تأليف هذا الكتاب كان مع تضمنه ما سبق تلبية للنداء الذي أطلقه ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي حفظه الله تعالى في تجديد المناهج الدراسية في الحوزة العلمية، فاسأل الله تعالى أن يتقبل عملي هذا بأحسن قبول إنه سميع مجيب.

durus fi eilm aldiraya durus fi eilm aldiraya