غرر الحكم ودرر الكلم

كتاب: غرر الحكم ودرر الكلم، المفهرس من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
المؤلف: عبد الواحد بن محمد التميمي الآمدي
عدد الصفحات: 455

سيدي قلت سلوني قبل أن تفقدوني فما سألوك . . جهلوك يا سيدي فافتقدوك .. ولكنك أجبت عن كل شيء وتحدثت عن كل شيء في خطبك ورسائلك وكتبك وأدعيتك ، تحدثت في العلم ، والفلسفة ، والفلك والسياسة والحكم ، والإدارة . . . و . . و . . سيدي أبا السبطين في زمن لم تنج فيه الكلمة من الإنتماء .. والحرف من التسييس .. وغدا والفكرة من الإبتذال .. والفكر من الإنحراف .. والقيم من التجني كل شيء مقلوباً رأساً على عقب .. الباطل حقاً ، والحق باطلا .. المنكر معروفاً ، والمعروف منكراً .. الظلم عدلاً ، والعدل ظلماً . : بعد أن جملت الدنيا في أعيننا فأدنيناها ودنونا منها .. فأطلنا العناق ولم يحصل الملل وقبحت الآخرة في أعيننا فأنأيناها وتناءينا عنها .. فأطلنا الفراق ولم يحصل الشوق .. فضعنا وضيعنا .. وفسدنا وأفسدنا .. فظلمنا وظلمنا في زمن كهذا لم يبق لنا فيه سوى الكلمة الطيبة الصافية .. النابعة من معين البلاغة والحكمة .. تحملها رياح الخير إلى حيث تطمئن بها النفوس كلمة الإسلام .. كلمة القرآن والحديث ونهج البلاغة وتستكين وهذا الكتاب بعض من لآلىء ودرر ذاك البحر العظيم ألقت بها أمواجه المتلاطمة على الشاطيء ، حيث التقطته الأنامل بانتقاء هو أقرب لانتقاء الطير حبيبات الطعام من بين ملايين حبيبات الرمل فنضدته في عقد فريد غاية في الروعة والجمال ، لا يدانيه عقد لؤلوئي آخر حتى لو زين جيد فتاة نعم إنه عقد من الكلم الطيب .. ان تزيا به امرؤ تضمخ بأريج يضوع كل الوقت فتنتشي باستنشاقه الأنفس . . وتستأنس القلوب .. وتحيا الألباب بعد الموت إنه ( غرر الحكم ودرر الكلم ) لرائد الحكمة والبلاغة بعد رسول الله (ص) أردناه أن يكون بحلة جديدة براقة ، فبذلنا عليه الجهد الجهيد وأنجزنا الأمور التالية