نظرية المعرفة في القرآن

أضيف بتاريخ 04/14/2024
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: نظرية المعرفة في القرآن
المؤلف: الشيخ عبدالله الجوادي الآملي الطبري
عدد الصفحات: 352


موقع نظرية المعرفة تقع نظرية المعرفة في مقام الإثبات بعد كثير من المسائل العقلية، إذ إن تحصيل مسألة المعرفة سيكون أمراً عسيراً دون طي مقدمات كثيرة. ولكنها متقدمة على الجميع في مقام الثبوت، لأنه ما دامت نظرية المعرفة غير واضحة المعالم، ومادام لم يبين مقدار معرفة الإنسان بنفسه وما يحيط به، فسوف لن يكون هناك أية فائدة في طرح المسائل الفلسفية و الكلامية وغيرها، وذلك لأن من كان أسيراً لوهم أن العالم غير قابل للمعرفة، ومن كان مستغرقاً في خيال أنه لا يمكن إدراك حقيقة أي شيء من الاشياء، فإن طرح وتوضيح المسائل العقلية المسبوقة بقبول أصل المعرفة لا يكون نافعاً له. المنطق والفلسفة ونظرية المعرفة إن الاهتمام بمسألة المعرفة قد هيأ أرضية تدوين علم المنطق وتعلمه قبل الفلسفة والكلام، ولكن بعض المسائل المنطقية يعتبر في الحقيقة من المباحث الأساسية في الفلسفة، وذلك كإثبات أصل العلم أن العلم والمعرفة لهما وجود)، وأن وجودهما من سنخ الوجود المجرد، وأن هذا الوجود المجرد ينقسم إلى حصولي وحضوري، وأن كلا منهما ينقسم إلى بديهي ونظري، وأن العلم الحصولي ينقسم إلى التصور والتصديق، وما شابه ذلك. وعند ذلك فإن كل واحد من الأقسام المذكورة يتناوله علم من العلوم المصطلحة ويجعله موضوعاً لأبحاثه. فمثلاً يبحث المنطق حول التصور والتصديق وسائر مسائلهما، ويبحث العرفان النظري في أطراف العلم الحضوري وأقسامه وأحكامه، وتؤمن الفلسفة بدورها مبادىء جميع هذه المسائل. ولهذا فالمنطق في نفس الوقت الذي يعتبر فيه من العلوم الإستدلالية، ويعد بلحاظ بعض الجهات من العلوم الحكمية، هو في حد العلم الجزئى لا الكلي، ومرتبته دون مرتبة الفلسفة الكلية. والبحث حول ما يتعلق بعلم وجود المعرفة، أي إثبات أصل وجود العلم وبيان تجرده وتقسيمه إلى ذهني وخارجي، وارتباطه مع العالم بلحاظ الحال أو الملكة، والارتباط الاتحادي بين العالم والمعلوم وسائر المباحث التابعة له، هو من المسائل التقسيمية للفلسفة، لأن للفلسفة ثلاثة أقسام من المسائل:

nazariat almaerifati, fi alquran nazariat almaerifati, fi alquran