الإمام الهمام علي الهادي سيرة غير مسبوقة

أضيف بتاريخ 03/14/2021
مكتبة نرجس للكتب المصورة


 

الكتاب: الإمام الهمام علي الهادي(عليه السلام): سيرة غير مسبوقة
الكاتب: الشيخ الدكتور جعفر المهاجر

قبل أن أقرأ هذا الكتاب كانت معرفتي حول الإمام الهادي عليه السلام تتلخص في عدة قصص ويمكن اختصارها في انه لما توفي والده الإمام الجواد ارسل له أحد علماء المذهب الآخر ليجعله على غير مذهب أبيه وفشل وكان يعيش في مدينة جده حتى استدعاه المتوكل لسامراء بسبب تحريض الوالي وفي سامراء استدعاه المتوكل وطلب منه شعراً فانشد ابياته المعروفة اراد المتوكل قتله فمات قبل ذلك رمي في بركة السباع كان الشيعة يلتقون به خفية.

إلا أن هذه الأمور والتي دأب الخطباء على تكرارها سنوياً عن إمامنا الهادي لا تشكل حتى واحد على مئة من الصورة الحقيقية، فلو جئت بأي شخص وسألته بعد معرفة هذه الاحداث في كم سنة كانت هذه الأحداث سيظنها أنها حدثت في ستة أو سبعة أعوام وقد يظن آخر إنها في عشر سنين، في حين امتدت إمامة الإمام الهادي خمسةً وثلاثية سنة قضى ثلاثةً وعشرين سنة منها في سامراء.

أغلب سيرة الأئمة من بعد الإمام الحسين ع لم تصلنا بشكل صحيح بل هي تصلنا على طريقة المناقب والمظالم وغالباً تكون صور مفككة من هنا وهناك قد يكون بينها عدد من السنين دون الربط بواقعها وحالها لمعرفة حياة وسيرة هذه القامات الشامخة فلا نعرف من أحوالهم شيء، فنحن نعرف أن الإمام الباقر ع بقر العلوم بقرا لكن لا نعرف كيف وما هي القرائن على ذلك بل توارثنا هذه العبارة من الأولين الذين كانوا يعرفون ذلك بعد بحث وتمحيص وربط الروايات ببعضها وتطبيقها على الواقع، هذا حالنا مع سيرة آل محمد.

والغريب أن رغم تزايد الرغبة لدى الشباب على معرفة سيرة أئمتهم وقادتهم لاتزال الكتب شحيحة والخطابات مكررة وحتى انني لم استطع ايجاد اي كتاب عن الامام الحسن العسكري يقوم بدراسة وتحليل سيرته وهذا الحال سيتكرر مع الامام الجواد والهادي عليهما السلام .

واثناء بحثي عن كتاب يخص الإمام العسكري عليه نصحني أحد باعة الكتب ممن أثق برأيهم بهذا الكتاب فهو قد يمهد الظروف لمعرفة الأوضاع في زمن الإمام العسكري ع .

هذا الكتاب للكاتب الدكتور جعفر المهاجر دراسة تحليلية في سيرة الإمام الهادي عليه السلام منذ توليه الإمامة حتى وفاته ستجد في هذا الكتاب الذي يدرس ويحلل 35 سنة من عمر الامام عليه السلام ويوضح عناصر قوة الشيعة في ذلك الوقت الاقتصادية والسياسية الذي وصل بالحال إلى توازن في القوى في عهد المتوكل، وكيف أصبح التنظيم الشيعي قوة ضاربة لا يستهان بها حتى انه تغلغل لداخل قصر الخليفة في سامراء، وصولاً لآخر سنتين من عمر الإمام ع الذي احتجب فيهما بعد الانقلابات المتتالية في البيت العباسي التي اطاحت بالمتوكل والمنتصر والمستعين في خلال 5 سنوات .

استفاد الإمام الهمام علي الهادي من عدة عوامل في حراكه أولها القوة الاقتصادية التي كانت بسبب الأمر الذي أصدره الإمام الجواد ع وكان سبباً في اغتياله وهو الأمر بجباية الخمس. ثانيها توسع رقعة انتشار الشيعة وزيادة اعدادهم بالإضافة لوجود عدد كبير من فقهاء وعلماء الشيعة في مختلف انحاء العالم الإسلامي، ثالثها ارتباك دولة بني العباس بسبب قرارين أتخذهما الحكام السابقين أولها قرار هارون بجعل الاخلافة بين الاخوة الذي سبب في صراع بين المؤمون والأمين أدى لقتل الأمين والثاني هو تأسيس الجيش النظامي على يد المعتصم مما أدى لضعف قوة القبائل وتنامي قوات الأتراك الذين سيكونون سبب في اسقاط الدولة وقيام دويلات تركية تنتهي لدولة السلاجقة ثم العثمانيين.

 

في ظل تلك الظراف قامت حالة الاحتواء وتوازن الرعب بين الشيعة والسلطة، وبين امامنا الهادي والمتوكل الذي قضى نحبه بعد اعلان نيته قتل الإمام وهنا يرجح الكاتب كون الشيعة والاتراك والمنتصر قد اقاموا حلفاً ثلاثياً ودبروا لقتل المتوكل لأجل مصالح مشتركة وهو الأمر الذي سرعان ما اسقط المنتصر بسبب رفض العباسيين اشراك التنظيم الشيعي في مفاصل الدولة واستشارتهم في عديد من الأمور منها العزل والتعيين فقتل وجاء الذين من بعده .
في الكتاب جوانب وظروف تفصيلية تغيب عن ذهن ومعرف الغير مطلع حتى يكاد لو يسمعها منفصلة دون قراءة الكتاب أي دون معرفة تفاصيلها، أن ينكرها ويصفها بالهراء وعدم الدراية ذلك أن قلة معرفتنا بسيرة الإمام ع والتركيز على سرد جزئيات بسيطة من حياة الإمام مختصر في عدد من المناقب والظلامات والكرامات تعطينا صورة مشوشة غير صحيحة للإمام وهذا لا يختص بالإمام الهمام علي الهادي فقط بل هو حال سرد سيرة عدد من الأئمة.

تقييم الكتاب: 4/5

 

محمد مالك الجمري
١٤/ مارس / ٢٠٢١ م

ali alhadi ali alhadi