مدينة المعاجز

أضيف بتاريخ 03/04/2024
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: مدينة المعاجز، معاجز آل البيت عيهم السلام- 5 أجزاء
المؤلف: السيد هاشم البحراني
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس


أما بعد، فيقول فقير الله عبده هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني : إني لما رأيت كتب العلمية قد انطمست وأسفار الأخبار والآثار قد اندرست وكانت قبل هذا الزمان عيناً ثم صارت أثراً ثم بعد ذلك لا أثراً يُرى كأنها لم تكن شيئاً مذكوراً، وكانت أقمار العلوم في ذلك الزمان منيرة وكتبها في الآفاق مستطيرة كثيرة، فقد حكى صاحب عمدة النسب، أن كتب المرتضى كانت ثمانين ألف مجلد . قال : ويحكى عن الصاحب إسماعيل بن عماد أن كتبه تحتاج إلى سبعمائة بعير . قال : وحكي عن الشيخ الرافعي أن كتبه مائة ألف وأربعة عشر ألف مجلد . قال : وقد أناف القاضي عبد الرحمن الشيباني على جميع من جمع كتباً فاشتملت خزانته على مائة ألف وأربعين ألف مجلد. فأين هذه الكتب وعالموها ؟ وأين آثارها ورسومها ؟ . وأما ما جاء في فضل علي أمير المؤمنين (ع) فأحاديثه لا تحصى وآثاره لا تستقصى، فمن طريق المخالفين ما ذكره صاحب ثاقب المناقب عن محمد بن عمر الواقدي قال : كان هارون الرشيد يقعد للعلماء في يوم عرفة، فقعد ذات يوم وحضره الشافعي وكان هاشمياً يقعد إلى جنبه، وحضر محمد بن الحسن وأبو يوسف فقعدا بين يديه وغص المجلس بأهله فيهم سبعون رجلاً من أهل العلم، كل منهم يصلح أن يكون إمام صقع من الأصقاع . قال الواقدي : فدخلت في آخر الناس فقال الرشيد : لم تأخرت؟ فقلت : ما كان لإضاعة حق ولكني شغلت بشغل عاقني عما أحببت قال : فقربني حتى أجلسني بين يديه وقد خاض الناس في كل فن من العلم. فقال الرشيد للشافعي : يا بن عمي كم تروي في فضائل علي بن أبي طالب؟ فقال: أربعمائة حديث وأكثر ، فقال له : قل ولا تخف قال : تبلغ خمسمائة وتزيد، ثم قال لمحمد بن الحسن: كم تروي يا كوفي من فضائله (ع) ، قال : ألف حديث أو أكثر، فأقبل على أبي يوسف فقال : كم تروي أنت يا كوفي من فضائله (ع) أخبرني ولا تخشى ، قال : يا أمير المؤمنين لولا الخوف لكانت روايتنا في فضائله (ع) أكثر من أن تحصى، قال: . مم تخاف؟ قال : منك ومن عمالك وأصحابك ، قال : أنت آمن فتكلم وأخبرني كم فضيلة تروي فيه ؟ قال : خمسة عشر ألف خبر مسند وخمسة عشر ألف حديث مرسل . قال الواقدي : فأقبل علي فقال : ما تعرف في ذلك؟ فقلت مثل مقالة أبي يوسف. قال الرشيد : لكني أعرف له فضيلة رأيتها بعيني وسمعتها بأذني أجل من كل فضيلة ترونها أنتم وإني لتائب إلى الله تعالى مما كان مني من أمر الطالبية ونسلهم، فقلنا بأجمعنا : وفق الله أمير المؤمنين وأصلحه أن وليت أن تخبرنا بما عندك، قال: وذكر الفضيلة وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى في تمام الحديث الرابع والتسعين وثلثمائة من معاجزه (ع).