كتاب: التشيع والتحول في العصر الصفوي
تأليف: كولن تيرنر
ترجمة: حسين علي عبد الساتر
تقديم: الشيخ حيدر حب الله
الناشر: منشورات الجمل
الطبعة: الاولى 2008م
عدد الصفحات: 418
الحجم: 17.2 MB
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، وسفن النجاة في لجج الحيرة والفتن، الذين حفظ الله بهم دينه، وجعلهم مناراتٍ للعقول، وجسوراً للتاريخ، تتصل بها الحاضر بالمقدّس، والواقع بالمبدإ.
📘 التشيّع والتحوّل في العصر الصفوي
المؤلف: كولِن تيرنر (Colin Turner)
الترجمة: حسين علي عبد الساتر
تقديم: الشيخ حيدر حبّ الله
الناشر: منشورات الجمل – بيروت
الطبعة: الأولى، 2008م
عدد الصفحات: 418
🧭 موضوع الكتاب وغايته:
هذا الكتاب هو دراسة تاريخية فكرية تحليلية – نقدية – غربية المنشأ، تبحث في تحوّل إيران إلى التشيّع الرسمي في ظل الدولة الصفوية (1501م–1736م)، وما أعقب ذلك من تحولات اجتماعية، دينية، فكرية، ومذهبية عميقة.
الغاية من الكتاب كما رسمها المؤلف:
-
دراسة كيف ولماذا تحوّلت إيران من أغلبية سُنّية إلى بلد شيعي إثنا عشري.
-
تحليل أدوات الدولة الصفوية في فرض التشيّع كمذهب رسمي.
-
بحث أثر هذا التحوّل في بنية الفكر الشيعي نفسه، بين ما هو تراث روائي وما هو تطور سياسي وفقهي.
-
مساءلة مقولات "التحول العقائدي" مقابل "التحول المؤسسي".
📚 محتوى الكتاب:
الكتاب مقسم إلى سبعة فصول أساسية، تليها مقدمات نقدية وملاحق علمية، نقدّمها هنا باختصار:
🔹 الفصل الأول: السياق التاريخي لما قبل الصفوية
-
ملامح التشيع في إيران قبل الدولة الصفوية.
-
وجود الشيعة في قم، خراسان، طبرستان، سبزوار.
-
العلاقة بين التشيع والزهد والتصوف والرفض السياسي.
-
دور العرفان الشيعي في تغلغل العقيدة في الثقافة العامة.
🔹 الفصل الثاني: الدولة الصفوية وصناعة الهوية الشيعية
-
صعود الشاه إسماعيل الصفوي وإعلانه المذهب الإمامي الإثني عشري مذهباً رسمياً.
-
الاستعانة بالعلماء من جبل عامل ولبنان وسوريا، مثل المحقق الكركي.
-
توظيف السياسة والفقه لصناعة هوية دينية موحّدة.
-
دور "العقوبات" ضد المخالفين، وتأثير "التشيّع القسري".
🔹 الفصل الثالث: الفقهاء والمؤسسة الدينية
-
تأسيس الحوزة الصفوية، وتحول الفقه من دور اجتماعي نخبوي إلى دور سلطوي رسمي.
-
الفقهاء بين التقية في العصور السابقة، والسلطة في العصر الصفوي.
-
قراءة لمكانة المحقق الكركي كـ "نائب عام للمهدي" و"السلطة الشرعية" في الدولة.
🔹 الفصل الرابع: التشيع بين التصوف والعقلانية
-
دور التصوف العلوي والغلو في نشر التشيع الشعبي.
-
التعارض بين الاتجاه العرفاني والاتجاه الأصولي العقلي.
-
تشكل مدرسة فلسفية عرفانية على هامش السلطة، أبرز رموزها: الملا صدرا.
🔹 الفصل الخامس: الخطاب العقائدي وإعادة إنتاج التاريخ
-
كتابة تاريخ أهل البيت (ع) في ضوء التحول السياسي.
-
التركيز على كربلاء، الغدير، المظلومية، والعداء للأمويين.
-
ظهور أدب الزيارة، المقتل، الشعائر، في ثوب جماهيري جديد.
🔹 الفصل السادس: التشيع في مواجهة "التسنن السياسي" العثماني
-
البعد الطائفي السياسي للصراع الصفوي – العثماني.
-
التشيع كهوية مقاومة في وجه السلطنة العثمانية السنيّة.
-
أثر هذا الصراع في تسييس العقائد والفتاوى.
🔹 الفصل السابع: نتائج التحول وأبعاده المعرفية
-
التشيع بعد الصفوية: بين الحوزة والعقلانية والاجتماع.
-
هل كان التشيع المصفى نتاج اقتناع شعبي، أم بناء سلطوي؟
-
هل دخل الفكر الشيعي في أزمة بسبب ارتباطه بالسلطة؟
-
بروز تيارات نقد ذاتي من داخل الفكر الشيعي (يُشار إلى مقدمة الشيخ حيدر حب الله هنا).
✨ مميزات الكتاب:
-
تحليل أكاديمي بزاوية خارجية (غربية)، بعيد عن التعصب، لكن لا يخلو من إثارات نقدية حساسة.
-
يطرح أسئلة جوهرية: عن العلاقة بين المذهب والدولة، بين الفقه والسلطة، بين العقيدة والهوية.
-
عرض تاريخي مدعوم بالمصادر الشيعية والسنية.
-
يفتح أفقًا للباحث الشيعي في مراجعة ما بعد الصفوية، دون تبخيس ولا تقديس.
🎯 الفئة المستفيدة:
-
طلاب الفقه والتاريخ المقارن.
-
المهتمون بدراسة تاريخ الهوية المذهبية في إيران والعالم الشيعي.
-
الباحثون في إشكالية الدين والدولة.
-
كل من يسعى لقراءة التحول الاجتماعي في ضوء العقيدة.
🖋️ خاتمة:
التشيع والتحول في العصر الصفوي ليس كتابًا ضد التشيع، ولا في مدحه، بل هو نافذة تحليليّة تتأمل في مسار تاريخي بالغ الخطورة، حين اقترنت العقيدة بالسلطة، والإيمان بالمؤسسة، والمذهب بالدولة.
وهو دعوة إلى أن تظل عقيدتنا بالولاية خالصةً لوجه الله، لا مرتهنة لنظام، ولا مشروطة بقوة، وأن نقرأ تاريخنا لا بتقديس ولا بشك، بل بعين الفقيه الحصيف، والعاقل المؤمن، نستبصر الماضي لنحسن فهم الحاضر.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.
